بعد “التنمر” حول انهيار مراهقة “فرحاً”.. اختصاصية نفسية: آثاره قد تصل إلى الانتحار

شام تايمز – فرح غزلان

انتشرت في الآونة الأخيرة عبر السوشل ميديا عدد من حالات التعلق بالمشاهير والفنانين لدى بعض المراهقين، لكن ما هو ملفت للنظر بشكل أكبر ظاهرة “التنمر” المرافقة لبعض تلك الحالات سواءً كانت الضحية من فئة الأطفال أو المراهقين، رجالاً أم نساء، أصحاءً أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبعد سيل الانتقادات الجارحة التي طالت الفيديو الذي ظهرت به إحدى المراهقات أمس السبت، وهي بحالة “فرح جنونية” بمناسبة رؤية مغنيها المفضل، التقت “شام تايمز” مع اختصاصية التربية وعلم النفس “لينيت يوسف” لمناقشة هذه الظاهرة وأسبابها.

وقالت “يوسف”: “إن السبب الأساسي للمشاعر الهستيرية التي تملكت المراهقة هي رؤية شخص استفز مشاعرها، ولعدم توقعها أن تصل لحالة الفرح الشديد التي شعرت بها عبرت بهذا الأسلوب، ويعزى هذا الأمر للأوضاع الضاغطة المحيطة بالمجتمع السوري حالياً، مشيرةً إلى أن وجود الإنسان في مثل هذه الظروف تدفعه للمبالغة بمشاعره لحظة السعادة وكأنه يثأر من تلك المشاكل، موضحةً أن هذه الطريقة في التعبير ستتغير مع تقدم المراهقة بالعمر وخوضها تجارب حياتية أكثر.

أما بالنسبة لأسباب الحالات الهستيرية بينت الاختصاصية أنها قد ترجع لصدمة نفسية أو شيء من الذاكرة، بالإضافة إلى عوامل أخرى عديدة كالفشل أو الخسارة أو وجود شخص معين أثار المشاعر بطريقة غريبة، أو الكحوليات، أو المواقف الاستفزازية.

ولدى سؤال “شام تايمز” عن أسباب عدم تقبل المجتمع لأذواق الأشخاص المختلفة ومقابلتها بالنقد وأحياناً النقد الجارح، أجابت “يوسف”: “إن المجتمع الذي يسعى للتطور يجب عليه تقبل الاختلاف فلولا الاختلاف لحل الجمود، لكن نحن نعيش بمجتمع ذو بنية ضعيفة يسعى للتطور ظاهرياً فقط ناسياً المضمون، وعلى سبيل المثال نحن نريد أن نكون نسخة عن البلاد المتطورة بالقشور الخارجية دون أن نقتبس منهم كيفية مساعدة أطفالنا وتقبل أذواقهم ومراعاتها، مشيرةً إلى أن الانتقادات الجارحة هي انعكاس لمشاكل الوسط المحيط والشعور بالدونية والاكتئاب، فمن يحيا حياة سعيدة وكريمة سيكون راقٍ ولبق أكثر من غيره.

وأضافت اختصاصية التربية وعلم النفس “لينيت يوسف” أن كل شخص في هذه الحياة يحتاج لمن يقدم له النصيحة ويدعمه معنوياً لكن بأسلوب لطيف غير جارح، فالأسلوب هنا هو سيد الموقف.

وذكرت “يوسف” أن آثار “التنمر” على المراهق خطيرة للغاية وأهمها تدمير ثقة المراهق بنفسه والخجل والاكتئاب والقلق والعزلة والعدوانية والميول الانتقامية وجلد الذات وتراجع مستوى أداء المهارات الحياتية وأخيراً “الانتحار”، فنحن بحاجة لتوعية الأهل والاختصاصيين بشأن التعامل مع المراهقين والأطفال لأنهم أمل المستقبل.

وحول ظاهرة التعلق بالمشاهير أكدت “يوسف” أنها ليست حالة مرضية، فلكل عمر اهتماماته الخاصة والتي تتغير مع مرور الزمن، ويجب علينا التخفيف من انتقاد المراهقين بخصوص شخصياتهم المفضلة كي لا يتحول اهتمامهم من حالة طبيعة إلى حالة مرضية حقيقية، ومحاولة التركيز على النقاط الإيجابية لشخصياتهم المحببة وتسليط الضوء عليها دون المبالغة في ذلك، وبالتالي تحول العلاقة بين الأهل والمراهق إلى علاقة صداقة، لافتةً إلى أن هؤلاء المراهقين حُرموا من أهم مقومات الحياة بسبب الأزمة التي مرت بها البلاد وبالتالي هم بحاجة للاحتواء والاستيعاب قدر الإمكان.

و”التنمر” هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في الغالب جسدياً)، وهو من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقياً أو متصوراً) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة.

شاهد أيضاً

ازدياد التبادل التجاري بين إيران والصين بنسبة 37%

شام تايمز – متابعة أعلنت الجمارك الصينية ازدياد حجم التبادل التجاري بين إيران والصين خلال …