بعد اعتمادها كمحمية إنسان ومحيط حيوي.. ورشة عمل حول محمية “الجبول” بحلب وآفاق تطويرها وإدارتها

شام تايمز – حلب – أنطوان بصمه جي

تشكل بحيرة الجبول الواقعة في الريف الجنوبي الشرقي لحلب موئلاً للعديد من أشكال الحياة البرية كما تشكل موقعاً ذا أهمية عالمية لاستراحة الطيور المهاجرة ومصدراً لتغذيتها، ومن أهمها طائر “الفلامنغو” النادر، كما يعيش فيها العديد من أنواع الأسماك والحيوانات البرية المهددة بالانقراض، حيث أقامت وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع محافظة حلب، صباح اليوم، ورشة عمل موسعة تحت عنوان “إنشاء محمية طبيعية في سبخة الجبول” بهدف الحفاظ على ما تحتويه من مصادر طبيعية وانطلاقاً بما تتضمنه من مشروع اقتصادي بمواردها الطبيعي.

وأشار معاون وزير الإدارة المحلية لشؤون البيئة “معتز دوه جي” إلى أن مشروع حفظ التنوع الحيوي وإدارة المحميات بدأ في الوزارة عام 2005 وتركز حول حماية الأنواع النباتية والحيوية الموجودة في /4/ محميات في سورية، لافتاً الى أهمية هذا اللقاء الذي يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للتنوع الحيوي تحت شعار “بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة على الأرض”، مبيناً أهمية تطوير الموقع وإدارته، كونه يشكل موئلاً للطيور المهاجرة ومنطقة جاذبة للسياحة البيئة الدولية، مؤكداً أهمية مشاركة المجتمع المحلي لرسم الخطة الإدارية المناسبة للمحمية .

وأكد محافظ حلب “حسين دياب” أهمية قرار وزارة الإدارة المحلية والبيئة رقم /1955/ق الذي تم بموجه إنشاء محمية إنسان ومحيط حيوي بهدف تحقيق الحماية والحفاظ على مكونات التنوع الحيوي في المنطقة وعلى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية للموارد الطبيعية للمحمية مع المجتمعات المحلية، لافتاً الى ضرورة وضع الدراسات اللازمة والرؤية الاستراتيجية وتطوير الهيكلية الإدارية والتشريعية للمحمية، مضيفاً أنها تشكل موقعاً حيوياً على خط هجرة الطيور بين أسيا وأوروبا وأفريقيا، مؤكداً أن المزايا والمقومات التي يتمتع بها الموقع دفع بالحكومة السورية إلى إعطائه أهمية خاصة للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي والاجتماعي بهدف توصيفه ليكون محمية طبيعية وموقعاً سياحياً فريداً إلا أن الحر بالتي تعرضت لها أوقفت جميع الرؤى والخطط، خصوصاً في منطقة الجبول وما يحيط بها من قرى وبلدات وتجمعات سكنية تعرضت فيها البنية التحتية الى الدمار والتخريب، وبالتالي اليوم هو اللبنة الأولية لإعادة النظر في المحمية وما تشكله من ثروة وطنية.

وقدمت المهندسة “ميادة سعد” رئيسة دائرة المحميات في الوزارة عرضاً حول أسس إقامة المحميات الطبيعية والحفاظ على الموارد الطبيعية ، في حين قدم نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة “أحمد الياسين” عرضاً عن خطة محافظة حلب للاهتمام بالمحمية واستراتيجية العمل لتطويرها وتوظيفها سياحياً وبيئياً وآلية مساهمة المجتمع المحلي بإدارة الموقع.

المهندس “جان مغامز” مدير الأمانة السورية للتنمية بحلب أشار إلى أهمية العمل التشاركي، خصوصاً أهالي المنطقة والوحدات الإدارية، في حين قدمت رئيسة الجمعية السورية لحماية الحياة البرية “هنادي السادات” رؤية الجمعية لحماية الحياة البرية لكسب الدعم الوطني والدولي والإقليمي، إلى جانب مداخلة لممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول أهمية الموقع وآلية التعاون لتطويره مستقبلاً.

وبيّن “مصطفى العمر” مستثمر ملاحة الجبول مباشرة العمل منذ عامين من خلال عقد تشاركي مع المؤسسة العامة للجيولوجيا لاستخراج الملح حيث كانت سباقة في هذا المجال وواعية تماماً لأهمية الثروة المتواجدة في الجبول واستثمارها بشكل طبيعي وبالتالي تأمين فرص عمل للسكان المحيطين بالمنطقة وتعزيز عودة السكان إلى منازلهم بعد الدمار الذي لحق بالمنطقة نتيجة الإرهاب وغياب الخدمات عنها يشكل أحد أهم العوائق التي تؤثر على تواجد السكان وبالتالي الاهتمام بالمحمية والعمل على تطويرها وحمايتها من قبلهم.
وشارك أهالي المنطقة ورؤساء الوحدات الإدارية المحيطة ببحيرة الجبول ، بتقديم المقترحات والصعوبات التي تواجه السكان وأهمية إيجاد الحلول اللازمة لتطوير العمل من خلال النهوض بالواقع الخدمي والمعيشي.

شاهد أيضاً

آلاف أسماك السلمون تنجو بعد حادث

شام تايمز- متابعة انقلبت شاحنة محمّلة بأكثر من 100 ألف سمكة سلمون، بعد تعرضها لحادث …