“سليمان”: زيارة الرئيس “الأسد” إلى طهران محاولة انقلاب مالي واقتصادي ونقدي على دول الهيمنة

شام تايمز – أسامة غنم

في أجواء الزيارة الأخيرة للرئيس “الأسد” إلى طهران ولقائه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية “علي خامنئي” والرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” صالَ في الأجواء ردود أفعال حول الزيارة التي تخللها لقاءات ومباحثات سياسية واقتصادية موسعة احتوت بمضمونها على موضوعات محلية وإقليمية ودولية.

الباحث والمحلل في الشأن الاقتصادي الدكتور “سليمان سليمان” أكد لـ “شام تايمز” أن هذه الزيارة هي الثانية للرئيس “الأسد” إلى طهران منذ بداية الحرب على سورية، وهو لقاء قادة وأصحاب قرار، وتأتي في خضم تحولات سياسية واقتصادية جديدة، وهذا الشيء يعني صوابية القرار السوري بعد أن راهن عليه تحديداً الأشقاء العرب الذين طالبوا سورية التخلي عن المقاومة في لبنان والدولة الإيرانية حتى تعود إلى جوارها العربي.

وبيّن “سليمان” أن إيران أثبتت أنها الصديق “المؤتمن” الذي لا يمكن أن يساوم على أصدقائه، وهذه الزيارة عززت حس المقاومة وأرسلت رسائل باطنية وظاهرية للجميع بخصوص “إسرائيل” و”الاتحاد الأوروبي” والغرب كاملاً، لافتاً إلى أن زيارة الرئيس “الأسد” في هذه الظروف هدفها تجديد علاقات واتفاقيات سابقة ومنها اتفاقيات في الزراعة والتجارة الخارجية والطاقة والتنقيب عن البترول، وهذه الاتفاقيات تدفع الدولتين لاستئناف نشاطهما الإنتاجي وبناءً عليه زيادة القدرة الإنتاجية.

وأوضح “سليمان” أن هذه الزيارة جاءت في هذا التوقيت المليء بالضغوطات لتقول سورية فيها أن العالم ليس أوروبا وأمريكا فقط بل لدينا أصدقاء في الشرق يمكن الاعتماد عليهم مثل روسيا والصين وإيران وأي دولة رافضة للهيمنة الأمريكية، وأيضاً هي توجيه رسالة للقاصي والداني أن سورية حاضرة موجودة كدولة ذات قرار وسيادة وأن الاقتصاد سيعود ومكنة الإنتاج ستعود أيضاً بوجود هذه الدول الصديقة وعلى رأسها إيران.

وأضاف “سليمان” أنه في عالم الاقتصاد دائما يتم الحديث عن بوابات أو اتفاقيات اقتصادية، وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يمتلكان العملة الوحيدة السائدة وهي الدولار وبديلها اليورو، وبناءً عليه تسيطر على منافذ منظمة التجارة العالمية وتفرض شروطها على التأمين وعلى البنوك، وتحرص دائماً على ربط الطاقة بالدولار، وبناءً عليه يمكن القول أن زيارة الرئيس “الأسد” محاولة انقلاب مالي واقتصادي ونقدي على دول الهيمنة، وباتت الدول المنتجة للطاقة تقول لن يكون هناك “بترو دولار” ونحن من يحدد الأسعار ونحن من يحدد العملة التي نتعامل بها، وبناءً على هذا النظام العالمي الجديد بعيداً عن الدولار يُخلق فضاء مالي كبير ومنفصل.

ولفت “سليمان” إلى أن سورية وإيران كلاهما يعانيان من العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب، ولكن سورية ما زالت في طور التعافي، والاقتصاد الإيراني اليوم هو اقتصاد “مقاوم” نتج عن اتفاقيات ومعاهدات ومتابعات بين الدول التي تخضع للعقوبات، ورغم هذه العقوبات تستطيع الدولة الإيرانية أن تقدم الكثير للدولة السورية لأنها تبني نفسها من خلال منظومة عسكرية واقتصادية.

وزار الرئيس “الأسد” الأحد العاصمة الإيرانية “طهران” والتقى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية “علي خامنئي” والرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، وتناولت اللقاءات العلاقات التاريخية التي تجمع سورية وإيران والقائمة على مسار طويل من التعاون الثنائي والتفاهم المشترك حول قضايا ومشاكل المنطقة والتحديات التي تواجهها، إضافة إلى المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتعد زيارة الرئيس “الأسد” إلى “طهران” الثانية منذ العام 2011، ضمن ظروف سياسية واقتصادية مختلفة، حيث تخلل الزيارة جلستا مباحثات الأولى حول قضايا سياسية والثانية للقضايا الاقتصادية والدعم الخدمي والتجاري.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …