الطفل.. الحاضر الغائب

بقلم: فؤاد مسعد

أمام شاشات ضخت في عقولنا عبر شهر رمضان الكثير الكثير من الحكايات والقصص المتنوعة حاملة معها أفكاراً ورؤى ومواقف، نقف بدهشة أمام غياب مكوّنات أساسية في عملية التلقي سقطت من حسابات المنتجين وأصحاب رؤوس الأموال أساسها الأطفال واليافعة والمراهقين، الذين لا يحظون من حصة العرض إلا بما يُرمى لهم من فتات في غالبه إما قديم أو مُنتج فقير إنتاجياً وإبداعياً أو غريب عن مجتمعنا وأعرافنا تاركين بذلك توجيه البوصلة نحو ما يلزم وما لا يلزم إلى الغير، متنازلين عن حقنا في قيادة دفة توجيه الرسائل المناسبة لتلك الشرائح العمرية عبر أعمال تحمل هويتنا.

كما أن عقولهم وخيالهم الخصب باتا مستباحين بأعمال موجهة للكبار، وأحياناً هي ليست لكل الكبار، فعدد كبير من الأعمال الدرامية (العربية المشتركة والسورية والمصرية واللبنانية والخليجية والمغاربية..) تجد فيها كل أصناف وأنواع الدراما بنسب متفاوتة ولكن غالباً ما غاب عنها وبشكل فج الأعمال الموجهة للأطفال واليافعة التي تحمل تشويقها إلى جانب القيم والأفكار التي من المُفترض أن يكون لها دورها في بناء الشخصية وبث روح الوعي والتنوير.

ما يحصل أننا نترك أبناءنا (عن دراية أو بدونها) فريسة سهلة لمشاهد فيها خلطة عجيبة غريبة من العنف والمخدرات والتهريب وتزوير العملة وتجارة الأعضاء والدعارة والبلطجة واستخدام الأسلحة والشهادة الزور وكل ما هو خارج عن القانون.. دون إدراك أن ذلك كله يُخزن في عقولهم التي لا تلبث أن تعيد مُحاكمة ما ترى وفق مستوى وعيهم وإدراكهم وطريقة تعاطيهم مع الحياة ورؤيتهم للأمور.

هي دعوة تحمل في عمقها الكثير من النبل والإنسانية بألا تقتصر الأعمال الدرامية المقدمة في رمضان على التوجه للكبار فقط، فشئنا أم أبينا سيتم متابعتها من كامل أفراد العائلة وعلى اختلاف مستويات أعمارهم، وبالتالي الأجدى أن نحسب حساب الشرائح الأكثر عرضة للتأثر لإنجاز أعمال موجهة لها تمتلك القدرة على تناول مشكلاتها وطموحاتها وعلاقاتها في المنزل والمدرسة ومع الأصدقاء بإطار جاذب ومشوّق، فعالمهم متكامل غني وثر وما علينا إلا أن نغرف منه بدراية ومعرفة دون خشية الخوض في غماره.

شاهد أيضاً

وزير الصناعة يبحث مع السفير الإماراتي تعزيز التعاون

شام تايمز – متابعة بحث وزير الصناعة الدكتور “عبد القادر جوخدار” مع سفير دولة الإمارات …