رياح “الخماسين” ثقيلة على الإنسان.. والطبيعة الرابح الاكبر

شام تايمز – ديما مصلح

تعليقاً على الرياح المحملة بالغبار والتي ضربت العاصمة دمشق أمس وباقي المناطق الشرقية والجزيرة في الأيام الماضية، أكد الأستاذ في علم المناخ – قسم الجغرافية بجامعة “تشرين” د. “رياض قره فلاح” أن هذه الفترة من السنة تحمل رياح “الخماسين” وتبقى لمدة 50 يوماً، حيث تعددت أسماء هذه الرياح وتسمى في سورية بـ “السموم”، وليبيا تسمى بـ “القبلي”، ومصر تسمى بـ “الخماسينية”، وفي الخليج العربي تسمى بـ “الطوز”، وهي رياح طبيعية موسمية، وبعض الأحيان تكون سرعتها أشد لأنها تأتي من مناطق غبارية أكثر وتختلف من سنة إلى سنة.

وأوضح “فلاح” أن رياح “الخماسين” حارة وجافة وقادمة من الجنوب والجنوب الشرقي، وحارة تأتي من الصحراء الكبرى والصحراء المغربية محملة بآلاف الأطنان من الرمال تصل إلى مصر وبلاد الشام ومنطقة شبه الجزيرة العربية.

وحول سبب تسمية الرياح بـ “الخماسين”، بيّن “فلاح” أنها تنشط فترة 50 يوماً من فصل الربيع خاصة في شهر نيسان، بسبب انخفاض الضغط الجوي في شمال إفريقيا والصحراء الكبرى، إلا أنها نادراً ما تهب أكثر من يوم أو يومين في الأسبوع خلال هذه الفترة، وتصل سرعتها أحياناً إلى 120 كم/سا، وتؤدي إلى ارتفاع سريع في درجات الحرارة قد يصل حتى 40 درجة في بعض المناطق الحارة، كما تؤدي إلى انخفاض في معدلات الرؤية وانعدامها أحياناً.

وتابع “فلاح” أن رياح الخَماسين تسمى في بلاد الشام برياح “السموم” لما تسببه من أضرار على صحّة الإنسان، مثل: أمراض الحساسيّة، وتهيُّج الجهاز التنفسي وسيلان الأنف وانسداده، وبحة في الصوت وضيق التنفُس والسُعال والتهاب العينين والرمد الربيعي، بالإضافة إلى زيادة أعراض الحساسية لدى مَرضى الربو، وتزداد الحالات الطّارئة في زمن هبوب هذه الرياح، خاصةً بين الأطفال وكبار السنّ.

ولفت “فلاح” إلى أن رياح “الخماسين” تحمل الأتربة والرمال ومركَبات الرصاص والكثير من الميكروبات، وتحمل أيضاً سموم “البكتيريا” التي تتغذّى عليها حشرات الفراش، وتنتشر الجزيئات الصّغيرة عندما تتفكّك “البكتيريا” في الهواء وتتطاير في الجو ليتنفسها الإنسان، مسببةً له التهابات الشعب الهوائيّة، والتهابات الرِّئة، وحساسية الصدر.

وأضاف “فلاح” أن رياح “الخماسين” تؤدي إلى تضرر السيارات والنباتات من حيث تمزق أوراقها وسرعة نضوج ثمارها وإصابتها ببعض الأمراض مثل حشرة العنكبوت الأحمر، وبالنسبة للوقاية منها دعا الأستاذ في علم المناخ – قسم الجغرافية بجامعة “تشرين” إلى تجنب الخروج من المنزل ووضع قطعة قماش مبللة على الأنف لتصفية الهواء من الغبار وتناول المياه والسوائل بكثرة وخاصة التي تحتوي على فيتامين c، حيث يساعد على الوقاية من ملوثات الهواء السلبية، ويعتبر مضاداً للأكسدة ويقتل “البكتيريا” المنتشرة في الهواء.

وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية، صباح اليوم الأحد، أن يكون الجو سديمياً مغبراً وبين الصحو، والغائم جزئياً بشكل عام يتحول إلى غائم أحياناً فوق المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية والبادية لتصبح الفرصة مهيأة لهطل زخات رعدية من المطر مصحوبة بحبات البرد أحياناً فوق تلك المناطق، والرياح شرقية إلى جنوبية شرقية معتدلة مع هبات نشطة تتجاوز سرعتها 50 كم/سا أحياناً والبحر خفيف ارتفاع الموج.

ويرى بعض العلماء أنّ الغبار قد يُساعد في حمل المبيدات الحشرية بصورة أفضل مما يُساعد في منع انتشار الحشرات والآفات والقضاء عليها، وقد يجذب بعض أنواع الحشرات، وبالنسبة للأمراض، فيُعتقد أنّ للغبار دوراً في تقليلها، ولكن تُشير بعض الأدلة العلمية أنّ بعض مسببات الأمراض كالبكتيريا، قد تنتقل عبر الغبار في الجو والعواصف الرملية، إضافةً إلى أن الغبار الذي يسقط مع الأمطار هو بمثابة سماد للأرض مما يفيد النباتات التي تتغذى على التربة.

ويُعد الغبار مصدراً للعناصر المهمة لإمداد مياه المحيطات بمعادن الزنك، والفوسفور، والسيليكون، والحديد، والنحاس، والمنغنيز، فهذه العناصر مفيدة جداً في تغذية الكائنات الحية الدقيقة، والنباتات البحرية في نموها، كما أن انتشار الغبار في الجو يُفيد بشكل كبير أجواء المدن الصناعية، إذ يعمل على إزالة أطنان من الغازات السامّة والعوادم من الجوّ، فهو الذي يجدد الهواء.

شاهد أيضاً

ازدياد التبادل التجاري بين إيران والصين بنسبة 37%

شام تايمز – متابعة أعلنت الجمارك الصينية ازدياد حجم التبادل التجاري بين إيران والصين خلال …