الشريط الإخباري

في “نجها”.. المواطنون يدهسون على قبور الموتى بحثاً عن قبور موتاهم

شام تايمز – كلير عكاوي

لم يكن حضن الأم من المفقودات الوحيدة لـ “حسام” بعد وفاة والدته، بل بات يبحث أيضاً عن قبرها بعد أن فقده في مقبرة “نجها” بسبب التأخر في بنائه وعدم وضع الشاهدة عليه، بحسب ما أكده لـ “شام تايمز”.

وقال “حسام”: “الميت له حرمته والوضع مأساوي في مقبرة “نجها” ومازال على حاله لأكثر من أسبوع، ومازالت الناس تبحث عن قبور أمواتها متلهفين لملاقاة القبر والدعاء لفقيدهم.

وتعالت الأصوات منذ أيام قليلة في مقبرة “نجها” بسبب المشاكل التي حدثت والغضب الذي انتاب العائلات “المضيعة” لقبور أمواتها إلى أن تساءل عمال المقبرة عن رقم القبر ليتم العثور عليه بعد التفقد الذي بات يجوز على الأموات وليس فقط على الأحياء، بحسب تأكيده.

وأضاف “حسام”: “الله يعين العالم.. الواحد منهم يبحث عن قبر أخته وأمه وأبيه بعد انتظارها لأكثر من شهر دون تحريك ساكن في بناء القبر”، متسائلاً: “هل هذا يجوز أمام رب العالمين؟”.

وعند الاستفسار من المسؤولين عن مقبرة “نجها” الجواب كان: “المشكلة ليست بيدنا.. مكتب دفن الموتى في دمشق لا يرسل المواد اللازمة للدفن من بلوك واسمنت، وإن توفّرت المادة الأولى لا يتوفر الاسمنت”، بحسب قولهم.

“حسام” الذي دفع رسوم دفن والدته المترتبة عليه كاملة وقدرها 240 ألف ليرة سورية متضمنة أجرة القبر وثمن الكفن والتغسيل وسيارة نقل المتوفى وتدابير الجنازة، ناهيك عن الموافقة الأمنية أكد أن الناس تدهس القبور غير المكتملة بأقدامها ولا حياة لمن تنادي!.

وقال “حسام”: “بعض القبور بعد تجهيزها لم يتم وضع الشاهدة عليها بحجة واجب الاصطفاف على الدور وانتظار أكثر من 800 اسم تقريباً الذين لم يتم وضع شاهدة حتى الآن لقبور موتاهم، في حين تفضّل إحدى العائلات اتخاذ قرار شراء شاهدة على حسابها الشخصي بمبلغ 50 ألف تقريباً بدلاً من الانتظار، بحسب تأكيده.

وأردف: “لا نستطيع دفن أحبتنا في مقابر (الدحداح وباب صغير) لغلاء القبور فيها، حيث وصلت الأسعار فيها إلى 4 و5 مليون ليرة سورية على أقل تقدير، أما مقبرة (نجها) قهي خاصة بالدراويش”.

بدوره مدير مكتب دفن الموتى في دمشق “فراس ابراهيم” نفى لـ “شام تايمز” وصول فترة التأخير في بناء القبر إلى مدة شهر، موضحاً أن التقصير الذي حدث بسبب التأخير في استلام مواد البناء “البلوك والاسمنت” من القطاع العام.

وقال “ابراهيم”: “نحصل على الاسمنت من شركة (عمران) وعلى البلوك من مؤسسة “الإسكان العسكرية” والتأخير لا يذكر بحسب تقديري رغم صعوبات تأمين مادة الاسمنت، وبناء القبر يتم بعد مرور 3 أو 4 أيام من تاريخ الدفن”.

وأفاد “ابراهيم” أن مقابر “نجها” تحتاج 10أو 12 “بلوكة” لكل قبر، مشيراً إلى أن مكتب دفن الموتى يمنع الحفارين جلب مواد خاصة كي لا تزيد تكلفة القبر على المواطن، مضيفاً: “عنا السعر رمزي جداً ثمن القبر مع بناءه مع الشاهدة 74 ألف ليرة سورية”.

ووعد “ابراهيم” المواطنين أن حل الموضوع سيستغرق أسبوع فقط وسيتم تعمير المقابر التي يبلغ عددها 300 قبر تقريباً، بحسب تأكيده، داعياً أصحاب الشكاوى ليأتوا بعد أسبوع ورؤية قبور موتاهم جميعها معمّرة”.

وعن سهولة الدفن في المقابر الأخرى مثل “الدحداح” و”باب صغير” بسبب ارتفاع أسعارها، أردف “ابراهيم”: “المقابر الأخرى يتم الدفن فيها داخل قبور العائلة ولا تحتاج إلى بناء ما يسهّل عملية الدفن، وأيضاً في (نجها) عند بناء القبور وانقضاء المدة الشرعية المقدّرة بـ 5 سنوات على الوفاة يمكن لأهل الفقيد وأصحاب القبور دفن فقيدهم الآخر”.

شاهد أيضاً

الخميس القادم.. انطلاق مؤتمر ومعرض الدفع الإلكتروني الثاني في سورية

شام تايمز – متابعة بدعم من وزارة الاتصالات والتقانة تنطلق يوم الخميس القادم، فعاليات مؤتمر …