“التعليم العالي” تحبط آمال ما يزيد عن 200 طالب وباحث من مشروع “قادرون”.. وهذه الحجة!

شام تايمز – زينب ضوّا

رد الدكتور في كلية العلوم بجامعة طرطوس “سعود كده” على ما صرحت به وزارة التعليم العالي لصحيفة البعث حول مشروع “قادرون” والذي يعتبر مشروع ذو طبيعة ربحية، ولا يندرج ضمن وظائف الجامعات كونها مؤسسات علمية، ويمكن تبني مثل تلك المشاريع من قبل الجهات المعنية الأخرى كوزارة الصناعة باعتبار أن المشروع يعنى بتصميم وتصنيع أجهزة وبيعها “وفقاً لها”، قائلاً: إن هذا الرد يحمل من الغرابة والتناقض ما يجعل قارئه في حيرة تجاه ما ورد من الشؤون القانونية ومديرية البحث العلمي بوزارة التعليم العالي، فكيف يمكن أن يفقد مركز علمي علميته بحجة أنه ربحي؟ وإن كان هذا ما يعتقدون به، فما ردهم على الجامعات الخاصة والتعليم الموازي والتعليم المفتوح؟ أليست مراكز ربحية تدعم ميزانية وزارة التعليم العالي؟ هل يمكنهم تفسير هذا التناقض ؟

وأضاف ” كده” أن هذا الرد بعيد كل البعد عن المنطق، وبعيد عن شعار وزارة التعليم العالي الذي ترفعه والذي تقيدنا به وهو ربط الجامعة بالمجتمع، فإن كان ما أطلقناه مخالفاً لهذا الشعار، نتمنى أن تعطينا وزارة التعليم العالي تعريفاً لربط الجامعة بالمجتمع “حسب تعبيره”.

ولفت “كده” إلى أن المشروع لا يتقيد بمكان محدد، بمعنى أنه لا يحتاج لبناء مكلف لهذا النوع من الصناعات العلمية، لافتاً إلى أنه يتعامل مع كافة القطاعات الموجودة التابعة لوزارة الصناعة والمجتمع الأهلي ومخابر الكليات التابعة لوزارة التعليم العالي، وبالتالي يصنع كل جزء حسب المواصفات المطلوبة وطبيعته العلمية في المكان المناسب له ويكون تجميعه بمقر واحد في جامعة طرطوس.

وقال “كده”: إن المشروع في حال تبنته وزارة التعليم العالي سيحقق حركة مالية ضخمة لا تقتصر فقط عليها، وإنما ينعكس بشكل إيجابي على كل القطاعات إن كانت الأهلية أو الرسمية التابعة لوزارة الصناعة أو غيرها، وسيحقق متطلبات وزارة الاقتصاد من خلال سياسة “إحلال المستوردات” أي إحلال بدائل المستوردات عن طريق تصنيع الأجهزة التي تتطلبها السوق المحلية أو حتى السوق المجاورة بما يحقق دخل للجامعة والعاملين بها (طلاب وباحثين) بالقطع المحلي أو الأجنبي وبالتالي تعزيز مواردها الذاتية إضافة إلى تعزيز مفهوم البحث العلمي ودوره في الاقتصاد.

وأوضح “كده”  أن القائمين على  المشروع يريدون تنفيذه في الدولة السورية لأنه يؤدي لرفع تصنيف التعليم العالي من خلال رفع كفاءة الجامعات الوطنية السورية، مضيفاً أن البلاد تعاني من ضغط اقتصادي إبان الحصار المفروض عليها، والسيد الرئيس “بشار الأسد” أطلق مشروع “الأمل بالعمل”، ومشروع “قادرون” عمل على تطبيق هذا المبدأ ” ليساهم في تحقيق الأمل بجعل سورية عاصمة الصناعات العلمية العربية وفق آلية تراعي الظروف الراهنة، فما هو السبب وراء إبداء وزارة التعليم العالي إعجابها به ومماطلتها بعد ذلك في إطلاقه بحجة أنه ربحي ولا يتوافق مع موادها القانونية وصفتها العلمية البحتة، الأمر الذي يضع علامة استفهام في طريقة التفكير؟.

وأكد “كده” أنه وخلال معرض “سايوس” بدمشق طالبت عدة جامعات بالحصول على نسخ من الجهاز المنتج، وجرى تجهيز العرض المالي والفني، وإرساله إلى وزارة التعليم العالي لمخاطبة الجامعة التي أبدت قبولها للتصميم، إلا أنه لم تصدر أية موافقة لعدم وجود بند قانوني في التعليم العالي يتيح بيع الأجهزة، إضافة إلى أنه جرت مناقشة فكرة الجهاز مع العديد من الجامعات، منها جامعة “بريست” في جمهورية بيلاروسيا التي أبدت استعدادها للتعاون مع الطلبة وأعجبوا بالفكرة بشكل كامل كون المشروع يعتمد على كوادر طلابية لكنه لم يتم حتى الآن دراسة الاتفاقية أو معرفة أي شيء عنها.

وأوضح “كده” أن أول خطوة كانت في انطلاقة مشروع “قادرون” هي تصنيع وتطوير جهاز الماء المقطر المنزوع الشوارد والحمض النووي، حيث تم تصنيع الجهاز وتزويده بنظام تحكم عن بعد عن طريق تطبيق APK عبر الجوال مباشرة باستخدام اشارة البلوتوث مع إمكانية استخدام إشارة الواي فاي بالتحكم بالمسافات المتوسطة أو دارة انترنت لمراقبة عمل الجهاز من الأماكن البعيدة، كما تم تزويد الجهاز بمنظومة صيانة الترسبات التي تعمل آلياً، مما يعني أن الجهاز يعالج نفسه بنفسه من خلال برنامج إلكتروني محدد، والذي يعتبر غير متوفر في الأجهزة الموجودة في الأسواق سواء محلياً أو خارجياً.

ونوه إلى أن المشروع تقدم بملف علمي لتصنيع جهاز تنفس صناعي مطور وفق أحد الأنظمة، وبتقنيات فائقة، تعتمد على البرمجيات الذكية، وبكادر بحثي وفني لإخراج النسخة الأولى منه، حيث تم إرسال الملف بما يقارب 100 صفحة لوزارة التعليم العالي عام 2020، حيث جرت عدة مخاطبات، ووجه السيد وزير التعليم العالي إلى السيد رئيس جامعة طرطوس كتاباً بتاريخ 26/10/2020، مضمونه التوجه إلى الفريق البحثي في كلية العلوم (مشروع قادرون) للتأكد من مطابقة الجهاز المصمم للمعايير العلمية اللازمة من خلال الإجابة على الشروط المرفقة مع الكتاب والمقرة من قبل اللجنة المختصة في وزارة الصحة ضمن قائمة التحقق المكونة من 13 صفحة، حيث قام المشروع بإنهاء الإجابة على الشروط المرفقة ضمن كتاب أشار فيه إلى أن جهاز التنفس الصناعي المصمم من قبله بنظام غير باضع وفق الآلية CPAP يحقق المعايير الدولية المطلوبة، ورفق هذا الرد عن طريق عمادة كلية العلوم بتاريخ 15/11/2020 إلى رئاسة جامعة طرطوس الذي حولته بدورها إلى وزارة التعليم العالي، ومن حينها اختفى الملف ولم يتم ابلاغنا حتى اللحظة ماذا حل بالملف أو أين هو، كما أن المشروع اليوم أنهى دراسة ملفات تصنيع الساحبات المخبرية الكيميائية والجرثومية المطورة والخلاطات المغناطيسية والحرارية، والحمامات المائية وأصبحت جاهزة للتنفيذ.

وبين “كده” أنه تم إطلاق المشروع في كلية العلوم ضمن الإمكانيات المتاحة عام 2019، حيث أقدمت إدارة كلية العلوم بالتعاون مع إدارة جامعة طرطوس على خطوة جريئة مقارنة بغيرها بقرار تمويل عملية تصنيع الجهاز الذي انجز خلال 6 أشهر، انطلاقاً من ثقتها بطلابها على انجاز ذلك، وتعززت ثقتها بعد اختبار آلية عمله من خلال تحليل العينات الناتجة عنه في هيئة الطاقة الذرية بدمشق التي أثبتت كفاءة الجهاز بنسبة 99،97%.

وقال “كده” إن المشروع يضم اليوم ما يزيد عن 200 طالب وطالبة وباحث وأكاديمي من أقسام الكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء والرياضيات والكليات العلمية في جامعة طرطوس ومن الجامعات السورية الأخرى، مشيراً إلى أن رد وزارة التعليم لجميع هؤلاء يعتبر سلبي تسبب في حالة من الإحباط لدى سماع ذلك، مشدداً على أن الميزة الجميلة بهذه الكوادر في مشروع “قادرون” أنهم متمسكون رغم ذلك بالأمل حتى آخر لحظة ويحاولون إيصال صوتهم بشتى الطرق، لعل الغد يصبح أجمل ويتحقق الحلم والأمل.

يُشار إلى أن مشروع “قادرون” انطلق مع بداية عام 2019 والفكرة الأساسية له تغيير مفهوم التعليم، بمعنى ألا يكون فكرة نظرية تدرس بالجامعات دون تطبيقها بشكل عملي، مما يطور عقلية الطالب وينقله من مرحلة التلقين النظري لمرحلة البحث العلمي والتطبيق الاقتصادي لتعزيز الكفاءات العلمية المجتمعية.

شاهد أيضاً

الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون الجوع

شام تايمز – متابعة أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه بعد مرور 200 …