تكرار حوادث القطارات إهمال أم قضاء وقدر؟ وما مصير السائقين؟

شام تايمز – كلير عكاوي

يبدو أن شبكة خطوط السكك الحديدية في سورية تحتاج إلى تطوير كبير مثلما فعلت “الصين” عام 2020 في تسهيلها لحركة الناس والبضائع بين أطرافها، إضافة إلى تطويرها لقطارات روبوتية، يمكنها الحركة من منطقة إلى أخرى دون قائد، لعلّ ذلك ينهي حوادث الدهس التي تحصل على خطوط السكك الحديدية السورية.

مدير الخطوط الحديدية “نجيب فارس” أكد لـ “شام تايمز” أن القطار عندما يخرج من نقطة الانطلاق يواجه تقاطعات في سكة الحديد مع بعض الطرق الخدمية للمواطنين، مشيراً إلى أن قسم منها مجهّزاً بحراسة عناصر فنية تنظّم الحركة أثناء مرور القطارات مع التقاطعات لسلامة المواطنين وعرباتهم وسياراتهم وآلياتهم ودراجاتهم.

وشدد “فارس” على وجود لجان مركزية في كل محافظة مشكلة من كل الجهات المعنية بما فيها مؤسسة السكك الحديدية يقررون أماكن ونوعية هذه المحارس في ظل رؤية واضحة ودراسة للسكك، ناهيك عن وجود تقاطعات غير محروسة ولكنها مجهّزة بإشارات ودلائل لتوعية وسلامة المواطنين، مبيّناً زيادة عدد القطارات لنقل الركاب والأخرى للشحن أو الأعمال التي تنتقل على محور “اللاذقية – جبلة – بانياس – طرطوس- العكاري- حمص – دمشق”، علماً أن الرحلات في بعض الأحيان قد تكون خلال 24 ساعة.

وأفاد “فارس” أن الوزارة ومؤسسة الخطوط الحديدية تعمل على توعية المواطنين من خلال وسائل الإعلام على أهمية التزام المواطنين بالممرات المجهزة لهم للحفاظ على أمانهم وسلامتهم عند العبور وتفادياً لحصول الحوادث، قائلاً: “سائق القطار لا يستطيع الوقوف حالاً عندما يتفاجأ بأي شخص أمامه، يضغط الفرامل القصرية ولكن يحتاج إلى 500 متر ليتوقف بشكل كامل، الأمر الذي يؤدي إلى حصول حوادث، وضرر كبير في مرتّبات القطار.

وبيّن “فارس” أن القانون السوري يحمي السائق لأنه لا يتحكم بتوفقه عندما يواجه أمامه شخصاً ما ويحتاج إلى مسافة ووقت، في حين نص القانون على ضرورة التزام المواطن بالعبور في الممرات المحدثة الخاصة به، لافتاً إلى أنه من حلب إلى دمشق هناك مسافة 400 كيلو متر وعدد المعابر فيها 96 تقاطع منهم 47 تقاطع محروس ومجهّز بحسب حركة المرور وفقاً لدراسة من قبل المحافظات المعنية واللجان.

وقال “فارس”: “من الخطأ أن يفكر السائق أو المواطن أنه يستطيع المرور من أي مكان تعبر به السكة، أو يذهب إلى ممرات وتعديات ترابية وهذا خطر جداً، في حين يبعد الممر المجهز فنياً 500 متر أحياناً. وتوفيت فتاة تبلغ من العمر 21 عاماً في محافظة “طرطوس”، الأحد، نتيجة عبورها الخاطئ لسكة القطار عند منطقة “الرادار – روم الذهب”، بحسب ما جاء في توضيح نشره فرع الخطوط الحديدية بطرطوس، عبر حسابات وزارة النقل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكثرت آراء المواطنين حول حوادث الدهس التي تكررت على خطوط السكك الحديدية في سورية، فمنهم من قال: “إن الحوادث متعلقة بتقصير الجهات المعنية في حماية المواطنين، ومنهم من قال: “خطوط بعض القطارات تمر ضمن الأحياء السكنية في كثير من قرى “طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية”، وآخرون قالوا: “الحوادث قضاء وقدر”.

وكشفت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية، الاثنين، عن وقوع 60 حادثاً على السكك الحديدية خلال العام الجاري أدت لأضرار بشرية ومادية، مشيرة إلى أنها تقع على محاور السكك الحديدية العاملة في “خطوط حلب، وخط دمشق – حمص – حماه – حلب، وخط اللاذقية – جبلة – بانياس طرطوس – حمص” وغيرها من التفريعات السككية.

وجدّدت وزارتا النقل والإدارة المحلية في تعميم للوحدات الإدارية القريبة من حرم السكك الحديدية ضرورة نشر التوعية والحذر للمواطنين من عبور السكك الحديدية، والتأكد من خلوها من أي عربات أو قاطرات لسلامتهم، وحرص سائقي المركبات العبور من المعابر النظامية، إضافةً لعدم ركن السيارات بالقرب منها، أو لعب الأطفال جنب أو على السكك، والانتباه لرعي المواشي وتواجدها في حرم السكك الحديدية.

وطالبت نقابة عمال السكك الحديدية خلال مؤتمرها على مدرج اتحاد العمال في “حلب”، سابقاً، عدم توقيف سائقي القطارات أثناء وقوع الحوادث.

وتعمل مؤسسة الخطوط الحديدية على زيادة عربات نقل الركاب في القطارات لاستيعاب العدد المتزايد من الركاب على محاور السكك الحديدية في “اللاذقية – طرطوس”، بالإضافة لدراسة إمكانية إعادة تفعيل محور سكة الخط الحديدي باتجاه “السفكون” على طريق حلب بهدف تشغيل قطار نقل الركاب على هذا المحور الذي توقف العمل عليه مع بداية الحرب على سورية.

شاهد أيضاً

قريباً.. دفع تعويضات المسرحين من خدمة العلم في شباط الماضي

شام تايمز – متابعة أعلنت المؤسسة السورية للبريد بدء دفع التعويضات المالية المستحقة للمسرحين من …