300 ليرة بدل طعام.. و1000 ليرة كاملة لمهمات رجل الإطفاء الخارجية

شام تايمز – كلير عكاوي
300 ليرة سورية هو ليس مبلغاً ربحه مواطن في بسكوتة “الحلوين”، ولا سعر بيضة اشترتها والدة لخمسة أطفال جرّاء الفقر، بل هو بدل طعام عند المناوبة لرجال الإطفاء الذين يتغيّبون عن أسرهم ومنازلهم في سبيل حماية الشعب على حساب تعرضهم للخطر أو إصابتهم عند نجدة غريق أو وفاتهم في أحد حوادث الحريق.
عامل إطفاء أكد لـ “شام تايمز” أن بدل المخاطر هو 5% فقط، قائلاً: “للأسف شيء مُخزي ومخجل هكذا نسبة في سوء الظروف المعيشية والحياتية في سورية”.
وأشار إلى أن طبيعة عمل الجندي وسائق الإطفاء هي فقط 3%، علماً أنها تعتبر من المهام الخطرة ومن الأعمال الشاقة، مضيفاً: “عندما كان راتب عامل الإطفاء 300 ليرة، حصل على 300 ليرة إضافية بمرسوم أي بمقدار راتب كامل حينها وإلى الآن لم يطرأ أي تعديل عليها”.
ولفت المصدر إلى أن الأيام الماضية خيّرة وكانت تحمل لعناصر الإطفاء كمية من الحليب والبيض، على عكس الأيام الحالية التي لا يرى فيها رجل الإطفاء شيئاً واحداً، موضحاً أن بدل الطعام هو 300 ليرة سورية كاملة مقدّمة لرجل الإطفاء عن كل يوم مناوبة، قائلاً: “ما بيشترو بيضة”.
وعن بدل العطلة والأعياد الرسمية، فأكد رجل الإطفاء أنّهم محرومون منها، وفي وقوع حادث وفاة لا قدّر الله لا أحد يتكفّل في ذويه، مبيناً عدم الحصول على المكافآت أو المعونات، علماً أن بعض الأفواج حصلوا على المكافآت وتم تكريمهم.
وقال رجل الإطفاء: “توظفنا عن طريق مسابقات ومن المفروض أن نتثبّت بعد شهر من المسابقة، ولكن قد مضى علينا 10 سنوات وأكثر من الخدمة ولم نرى شيئاً”، مضيفاً: “نعمل بمهمات خارج المحافظة وعلى كل يوم مهمة 1000ليرة سورية، أي لا يشترون سندويشة، كل هذه الحقوق نحن محرومون منها”.
ولا يختلف أحد على أن مهنة رجال الإطفاء تستحق المتابعة، فإن رجل الإطفاء هو رجل المهام الصعبة ورجل الطوارئ والاستعجال، حيث اختلفت مطالباته عام 2021 ولم يتحدّث عن كفاية أدواته أو نقصانها مثل البدلة وخرطوم المياه، ومصباح الإنارة والخوذة لحمايته، والمطفأة المتنقلة للحريق، أو تكلّم عن جهاز التنفس الاصطناعي، بل كانت “شام تايمز” أمام شكوى أكثر أهمية في الوضع الراهن إن صح التعبير وهي المطالبة بحقوقه الشخصية.
قائد أفواج الإطفاء في سورية “سعود رميلة” أكد أن الإطفاء رفعت طلب لتعديل التعويضات ولم تتكلل بالنجاح، قائلاً: “نحاول كل فترة رفع كتاب، وسبق أن رفعنا كتاب لتعديل طبيعة العمل “مشروع مرسوم” ولم يصدر شيئاً في هذا الخصوص ويتم متابعة الموضوع. وأضاف “رميلة”: “لا يأخذ رجل الإطفاء البيض والحليب أبداً لأن لديه تعويض بدل طعام وقدره 300 ليرة سورية بحسب قرار من وزارة المالية، وبالتالي لا يحق له أخذ وجبة غذائية ولكن نسعى بدورنا لتعديل هذا البدل”، متأملاً توحيد التعويضات لجميع العمال في الجهات العامة.
وعن طبيعة عمل سائق الإطفاء التي تعادل 3% أكد “رميلة” أنها نسبة إلى قانون 50 الذي صدر عام 2003، علماً أن عامل الإطفاء هو فئة ثانية والسائق هو فئة رابعة وتنطبق عليهم جداول رواتب الموظفين، مشيراً إلى أنه في حال توفي رجل الإطفاء فلديه تأمين على الحياة وقدره مليوني ليرة سورية، ولكن بعض الوحدات الإدارية مازالت على التأمين القديم، قائلاً: “الذي طلب تعديل التأمين من مختلف المحافظات تمت الموافقة على طلبه”.
وأوضح “رميلة” أنه يتم تقديم المكافآت للعمال ويرجع تقديرها لمجالس المدن والبلدان والمحافظ لتحفيزهم وتقدير ما يبذلوا من جهد فوق طاقتهم، وبالنسبة لمبلغ طبيعة العمل 300 ليرة صدر في مرسوم 23 لعام 1981 وكان يعادل بتاريخه 60% من الراتب، واليوم بعد مرور الوقت مازال المبلغ المقدم نفسه، علماً أنه تم رفع ثلاثة مشاريع مراسيم لتعديله ولكن لم يصدر شيء حتى الآن، بحسب تأكيده.
وقال “رميلة”: “منذ شهرين ونصف أرسلنا مشروع مرسوم إلى رئاسة الوزراء وانعرض على اللجنة الاقتصادية، واقترحنا نسبة 35% بدلاً من الـ 300 ليرة سورية كمبلغ مقطوع، لأن النسبة ترتفع مع زيادة الرواتب”، مشيراً إلى أن بعض الجهات لا يوجد فيها ملاكات صادرة بمراسيم لجنود الإطفاء مثل المدن الصناعية وبعض الوحدات الإدارية ولكنهم يعاملوا معاملة المثبتين، علماً أنه يتم دراسة موضوع تثبيت العاملين ومن الممكن أن يصدر تسوية لأوضاعهم وتثبيتهم على شواغر محدثة، بحسب معلوماته.

وأشار “رميلة” أنه عند خروج عامل الإطفاء مهمّات خارج المحافظة يعامل معاملة الموظف العادي وينطبق عليه ما ينطبق على الموظف، ومبلغ الـ 1000 ليرة يحتسب وفقاً لراتب عام 2013، وبالتالي المبلغ يعتبر قليل، قائلاً: “نحاول في شتّى الوسائل مساعدة رجل الإطفاء، الجندي المجهول”.

وعن وفاة رجال الإطفاء، مؤخراً، كشف “رميلة” أنه بحسب التقارير الطبية يعود سبب وفاة عامل الإطفاء في “دمشق” القديمة إلى سكتة قلبية، والثاني الذي توفي في “جبلة” سقط من الطابق الرابع” الرحمة لهم، ولا علاقة لضعف الأدوات في ذلك.

شاهد أيضاً

منتخب سورية العسكري للفروسية يتوج ببرونزية الفرق بالبطولة العربية

شام تايمز – متابعة تُوج منتخب سورية العسكري للفروسية بالميدالية البرونزية على مستوى الفرق ضمن …