شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز ـ حماة ـ أيمن الفاعل
عقدت محافظة حماة اجتماعاً ضم عدداً من الجهات العامة المعنية ترأسه محافظ حماة محمد طارق كريشاتي وتم خلاله تقديم مشروع رفع التلوث عن مياه نهر “العاصي” وتهذيب مجراه ضمن الحدود الإدارية لمدينة حماة.
مقدِّم المشروع الدكتور المهندس “محمود الفطامة” تحدث لـ “شام تايمز” أن المشروع يهدف إلى حصر نقاط التلوث في النهر قبل دخوله مدينة حماة ومعالجتها، إضافةً لتأمين مصدر مائي من سد “الرستن” وروافد الوديان شتاءً، ما يحقق للنهر الجريان الدائم.
ولفت “الفطامة” إلى أن المشروع يهدف أيضاً إلى دراسة الحركة المائية ضمن النهر من نواحٍ سياحية وتجميلية (كصنع نوافير أو شلالات)، منوهاً ان المشروع سيتبعه دراساتٌ تنفيذيةٌ ليكون في الاستثمار من نواح اقتصادية وبيئية وصحية وغيرها.
وعن أسباب تلوث نهر “العاصي” أشار الدكتور “محمود العبيسي” مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة حماة لـ “شام تايمز” إلى وجود أسباب بشرية وهي ملوثات تتكون من أكياس القمامة المنزلية والنفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي بالدرجة الأولى، ما جعله مصدرا للتلوث ومرتعاُ للحشرات، وصناعية ناتجة عن مياه المعامل والشركات المنتشرة على ضفافه والتي تحتاج إلى محطات معالجة.
وكشف “العبيسي” أن هنالك العديد من المعامل التي لا تلتزم بتركيب محطات معالجة بحجة غلاء الثمن، أو أنها ركبتها ولكن لا تشغلها لأنها تكلف كثيراً من المال “حسب تعبير أصحابها” وأن مديرية البيئة هي المسؤولة عن مخالفة تلك المعامل، لافتاً إلى أن بلدية حماة تخالف أيضاً تلك المعامل والشركات لمخالفتها الشروط الصحية، لكن قيمة أعلى مخالفة أقل من ثمن الحبر والورق المكتوبة به، ولا تتجاوز الخمسة آلاف ليرة سورية فقط.
من جهته أشار مدير عام شركة الصرف الصحي في حماة المهندس “فادي عباس” إلى أن الشركة ستعمل على رفع وإزالة خطوط الصرف الصحي المتعدية على قناة درء السيول المنتهية إلى مجرى النهر من بعض الأحياء كما في “المرابط ومشاع دار السلام” وهي منطقة مخالفات بنى فيها الأهالي مبان فوق القناة، وبالتالي يتوجه العمل إلى وضع الصرف الصحي على الخطوط الرئيسية، علماً أن قناة درء السيول تحتاج إلى إعادة تأهيل وتدعيم من مجلس مدينة حماة، ونحن بدورنا كشفنا فعلياً على القناة وغالبية محاورها فيما عدا المرابط والتي تمتد على محاور(سكة القطار- خلف مديرية التربية – مشاع جامع السلام – خلف كراجات البولمان) وحول الكراج الغربي، مروراٌ بدوار باب طرابلس وشارع جامع المسعود وموقف الحارة فالمرابط باتجاه النهر قرب جسر المراكب.
وأكد ” عباس” أنه سيتم وحسب الإمكانات المتوفرة إنشاء محطات معالجة في 13 تجمعاً سكنياً واقعاً خارج حدود مدينة حماة بعد سد “الرستن”، وذلك لإبعاد أي مصدر تلوث، كما في “قبيبات العاصي وسريحين والجاجية وغور العاصي” وغيرها.
من جانبه أشار مدير الموارد المائية في حماة المهندس “توفيق صالح” أن المديرية لها دور الشريك في منع تلوث نهر العاصي بمنع وصول منصرفات الصرف الصحي والمنصرفات الصناعية، وذلك يأخذ عينات وإجراء مراقبة دورية لنوعية المياه ومراسلة الجهات العامة أو الخاصة بالمخالفات، وتم اخذ 150 عينة من مختلف المراصد الموزعة على نهر العاصي، كما تمت المباشرة بعملية تعزيل النهر.
يشار إلى أن محافظ حماة “محمد طارق كريشاتي” وجه خلال الاجتماع المنعقد بمناسبة منع تلوث نهر العاصي بمراقبة منصرفات المنشآت الصناعية في النهر وإلزامها بتنفيذ محطات معالجة تحت طائلة إغلاق المنشأة.
وتم طرح منع التلوث عن نهر العاصي ضمن مدينة حماة منذ عشرات السنين ومازالت مختلف النفايات ترمى داخله وتظهر خلال فترة توقف جريان النهر عدة مرات لاسيما في الصيف، ويعتبر الحمويون نهر “العاصي” جزءاً كبيراً من حضارة حماة وجمالها وأصالتها ويروي البعض منه بساتينهم المنتشرة على ضفافه، كما يعتبر مصدر رزق لعدد من المقاهي والمطاعم المشادة حوله.
