لم يتبقَ للسوريين من الشتاء إلا البرد ومنشورات “شوربة العدس”

شام تايمز – بتول سعيد
شهدت حركة السير في شوارع دمشق ازدحاماً شديداً، وذلك عند هطول “المطرة الأولى” هذا الموسم صباح اليوم، لتكون نذير خير للمحاصيل والأراضي الزراعية والفلاحين، وبالعكس بالنسبة لطرقاتها وللموظفين المنتظرين بفارغ الصبر قدوم “باص” أو “تكسي” ينقلهم إلى مكان عملهم بالوقت المحدد، ليكون الموظف بهذه الصباحات هو الخاسر الأكبر، وحتى لو وجد وسيلة نقل فهي لا تتحرك بالضرورة بسبب الازدحام الشديد، ولو وقف منتظراً فسيكون له نصيب كبير من “البلبلة” من جهة المطر ومن المسؤولين عنه بالعمل بسبب تأخره عن موعد دوامه المحدد.

“يا صباح الخير والطاقة الإيجابية والمطر” عنوان رئيسي للبرامج الصباحية التي تبث عبر الإذاعات التي نستمع إليها في طريقنا إلى العمل، ضمن محاولة المذيع أو المذيعة بث الطاقة الإيجابية عبر الأثير، إلا أن الموظف لا يبالي إلى هذه الجمل “السحرية”، فهو مازال يتفقد عقارب ساعته بين الحين والأخر ليطمئن على وقته الثمين.

رالي الباصات والتكاسي

لا شك أن مع تبدل الطقس تتبدل النفوس حكماً فهناك سائق تكسي يتبع مقولة “مع التأني السلامة وفي العجلة الندامة”، وسائق آخر يتصارع مع مؤقت إشارة المرور، وعقارب الساعة، ووسائل النقل الأخرى، وحتى أنفاسه لا تسلم من هذه المسابقةّ.

الفارق بين شتاءنا وشتاء الآخرين

كل من يهوى فصل الشتاء في كل انحاء العالم ينتظر فصل الشتاء بفارغ الصبر، فهناك من يتدفأ على حرارة “الشومينيه” مع موسيقى صاخبة، إلا أن السوري يتدفأ من حرارة الغضب العارمة التي تصيبه بسبب سعيه المستمر لتدبير “المازوت” كي يستخدمه بشكل مقنن وعند الحاجة أي عندما تكون درجة الحرارة تحت الصفر مثلاً!، حيث أصدرت مؤخراً وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً في شهر تموز الفائت برفع سعر ليتر المازوت المدعوم من 180 إلى 500 ليرة.

كما أن شعوب العالم الأخر لها أسبابها التي تجعلها تحب الشتاء، مثل ارتداء “جواكيت ريش النعام” وما شابه، إلا أن السوري ما زال يعيد ارتداء سترته الشتوية للسنة الثالثة وربما الخامسة أو السادسة أو أكثر على التوالي، بسبب ارتفاع أسعار السلع وبقاء رواتب القطاع الخاص دون زيادة تذكر، وبحال قرر شراء سترة جديدة فالأمر سيكلفه 4 رواتب شهرية على الأقل، حيث تراوح سعر الجاكيت الرجالي والنسائي للموسم الحالي في أسواق دمشق بين 50 – 200 ألف ليرة، والكنزات النسائية والرجالية بين 40 – 80 ألف، والولادي بين 15 ألفاً للنوعية العادية، و45 ألفاً للنوعية الجيدة، وإلى هذا الحد نكتشف أن ليس لنا من فصل الشتاء إلا منشورات شورية العدس عساها تعطي أجسام أصحابها وقرائها بعض الحرارة التي افتقدوها طوال عشر سنوات خلت.

شاهد أيضاً

بإسم الرئيس الأسد والسيدة الأولى .. محافظ حلب يعزي بوفاة الكاتب والمؤرخ الدكتور محمد قجة عن عمر يناهز 85 عاماً

شام تايمز – متابعة بإسم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد ، قدم …