صندوق الأمم المتحدة للسكان: الأزمة في سورية لم تنته ونعمل كي نبقي الأمل عند المحتاجين

شام تايمز – حيدر مصطفى – نوار أمون

عقد المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان “د.لؤي شبانة” مؤتمراً صحفياً في ختام زيارته إلى سورية، جمعه مع ممثل الصندوق في سورية “د.إياد نصر” قدم فيه ملخصاً عن مجريات الزيارة واللقاءات مع مسؤولي الحكومة، وجملة نتائج المشاريع والمناقشات التي يعمل عليها الصندوق مع مختلف الجهات الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

وأكد المسؤول الأممي أن تطور عمل الصندوق مقترن بتحسن تسهيلات الحكومة السورية في مجال الوصول للتجمعات السكانية المختلفة، حيث قدم العام الماضي وهذا العام الكثير من الخدمات، مؤكداً أن أحدث التقديرات تشير إلى حصول 640 ألف امرأة وفتاة على خدمات مختلفة فيما يتعلق بالحماية والصحة الإنجابية.

وكشف “شبانة” أن عمل الصندوق ازداد بنسبة 37% مقارنة بالعام 2019، و45% مقارنة بالعام 2017، مضيفاً أن 12 ألف شاب حصلوا على خدمات التمكين والمهارات الحياتية، بالإضافة إلى 400 ألف شخص حصلوا على معلومات توعوية، فيما تم توزيع 8000 حقيبة للعناية الشخصية للنساء والرجال، و700 ألف وحدة دوائية، معلناً التحضير لافتتاح مكتب لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مدينة القامشلي والذي سيكون من الأكبر في المنطقة.

واستعرض “شبانة” محطات زيارته إلى سورية، حيث اطلع على سير البرامج التي يقدمها الصندوق والتي تتعلق بتقوية الشراكات المحلية من أجل الوصول للمحتاجين عن طريق تحسين الخدمات وتخفيف المعاناة، لافتاً إلى هناك رسالة واحدة متناغمة في كل الاجتماعات التي أجرها مع المسؤولين السوريين تشير إلى تعاون جيد بين الصندوق والوزارات.

وأشار “شبانة” خلال المؤتمر الصحفي، إلى زيارته لمدينة “حمص” حيث اطلع على الترتيبات اللازمة لبدء العمل في مستشفى “البعث” الجامعي، موضحاً أنه التقى بالنساء والفتيات خلال زيارته لمدينة “تلكلخ” وشاهد الخدمات المقدمة لهن من خدمات الصحة الانجابية وغيرها.

وشدد المسؤول الأممي، خلال اجتماعه مع مدير منظمة “الهلال الأحمر العربي السوري” على أن المنظمة شريك متميز، وأنه تم تبادل الرأي حول آلية توسيع العمل لضمان الوصول إلى كل السوريين في هذا البلد، وخاصة في “دمشق”.

وأوضح “شبانة” أن الاحتياجات على الأرض كثيرة وأكبر من حجم التمويل المتوفر، مبيناً أنه مع نهاية عام 2021 سيكون الصندوق قد أنفق ما يقارب 45 مليون دولار في أنشطته المختلفة، وأن التقدير الأولي لاحتياجات الصندوق للعام القادم نتيجة التوسع في الخدمات، تقدر بحوالي 60 مليون دولار ن، يتوفر منها حتى الآن 10 ملايين دولار فقط.

وأكد المدير الإقليمي لـ “صندوق الأمم المتحدة للسكان” الدكتور “لؤي شبانة” لشبكة “شام تايمز” أن سورية يجب أن تبقى على سلم أولويات المانحين فالاحتياجات كبيرة والأزمة في البلاد لم تنته بعد، مشيراً إلى أن فكرة السفر التي تسيطر على الشباب تشكل أحد أهم المخاطر، ليس فقط في سورية إنما في كل دول العالم، إلا أن سورية على سلم الأولويات لنستطيع أن نبقي الأمل قائماً عند الشباب ليبقوا في بلدهم.

وفيما يتعلق بالمخاطر التي تواجه العمل على الأرض، أشار “شبانة” إلى أن منظمات الأمم المتحدة لها بنود عمل على الأرض والبنود السياسية ليست جزء من عملنا لكن نتأثر بها، موضحاً أنه ناقش ذلك مع الحكومة السورية وأعضاء المجلس التنفيذي، لمحاولة إيجاد صيغة إطار استراتيجي لعملنا، داعياً للإسراع بذلك حتى يكون استخدام التمويل الموجود استخدام كفؤ، لتحديد الأولويات ومعرفة ما ستعمل عليه المنظمات الدولية أو المحلية على الأرض.

ولفت “شبانة” إلى أن الصندوق متأثر سلباً بعدم وجود هذا الإطار، لأن “الوثيقة القطرية” للعمل التي تأخذ 4 سنوات تعتمد بشكل أساسي على وجود إطار استراتيجي، كما أن منظمة “اليونيسف” و”برنامج التعدد الإنمائي” تشترطان أن تستند الوثائق على التوجهات المتفق عليها في الإطار الاستراتيجي.

بدوره، أكد ممثل الصندوق في سورية الدكتور “إياد نصر” انفتاح الصندوق على توسيع إطار حصوله على التمويل ليشمل القطاع الخاص والشركات الربحية التي ترغب في تقديم المساعدات للمحتاجين، مستعرضاً تجربة الصندوق مع إحدى الشركات التي كان لها دور أساسي في عملية الاستجابة للاحتياجات على الأرض بتقديمها في سورية 11 ألف مصباح يعمل بالطاقة الشمسية.

وأشار “نصر” إلى أن الصندوق ومنذ بداية الشهر الثامن يعكف على إعداد خطط العمل لتنفيذ البرامج والمشروعات مع الشركاء قبل انتهاء العام وقبل بداية السنوات التمويلية للممولين والمانحين، وهو إجراء جديد ينتهجه الصندوق لكي نستطيع أن نتقدم ونحصل على الأذونات وتصريحات العمل مع الحكومة ومن الجهات المانحة قبل انتهاء العام، هو محاولة استباقية لتحقيق ذلك.

يشار إلى أن مدير المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان “لؤي شبانة” وصف الزيارة بالتقليدية إلى سورية، بحسب تصريحات صحفية، حيث قال: “نحن نقوم بزيارات اعتيادية على مكاتبنا في كل الدول للاطلاع على البرامج ونلتقي الطواقم وباقي منظمات الأمم المتحدة، كما نلتقي الشركاء سواء الحكومة أو المجتمع المدني المنفذين على الأرض”.

وختم “شبانة” زيارة إلى سورية استغرقت أسبوع، أجرى خلالها سلسلة من اللقاءات المهمة مع وزراء الخارجية والمغتربين، “فيصل المقداد”، والصحة “حسن الغباش”، والتعليم العالي “بسام إبراهيم”، وعبر عن ارتياحه بمستوى التعامل بين مكتب الصندوق في دمشق وبين المؤسسات الحكومية ذات العلاقة.

وتم خلال اللقاءات، مناقشة آفاق العلاقة والتعاون المستقبلي والاطلاع على الاحتياجات في سورية، عبر الزيارات الميدانية إلى حمص والغوطة بريف دمشق وأهم رسالة وانطباع حصل عليه “شبانة” بأن هناك احتياجات كبيرة وكثيرة، لذلك العمل في الصندوق هو عمل أساسي ومهم ويتكامل مع بقية منظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية، ويتكامل أيضاً مع البرامج الحكومية التي تقوم بجهود كبيرة في الوصول للناس، ومحاولة تلبية الاحتياجات الاجتماعية الصحية والتعليمية والاحتياجات المتعلقة بالمسكن وكل ما يتطلبه العيش الكريم، وفق “شبانة”.

عن Admin

شاهد أيضاً

الموسيقي السوري “هاغوب كنوزي” يحرز المرتبة الثالثة في مسابقة غلوريا آرتيستس الدولية في النمسا

شام تايمز – متابعة حاز الموسيقي السوري الأكاديمي “هاغوب كنوزي” المرتبة الثالثة في مسابقة غلوريا …