بعد النفي والتأكيد مجدداً.. طبخة “المحاشي” على الغاز الهلامي أصبحت واردة

شام تايمز – كلير عكاوي

ربما أصبح المواطن على دراية أن أي تصريح حكومي يقبل الخطأ أو الصواب بعد ثورة التكنولوجيا التي أودت بالوسائل الإعلامية إلى الركض وراء أي معلومة واردة ضمن فقاعة “فيسبوك”، ليخرج المسؤول وينفي كل ما يتم تداوله ثم يأتي الآخر ويؤكد صحة المعلومة ذاتها، وإن قدّر نسيان هذه المعلومة، كيف يسترجع الشعب الثقة بالجهات المعنية؟.

“دعاية خلّبية” هكذا وصف مدير صناعة اللاذقية “رحاب دعدع” لـ “شام تايمز” منتج الغاز الصغير بعد أن تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً له، وقيل أنه جديد في الأسواق السورية، وهو “الوقود الكحولي الهلامي” من قبل مؤسسة “الصناعات التقانية”، مؤكداً أن المديرية ليس لها أي معرفة بوجود هذه المؤسسة، حيث أنها لا توجد أبداً في سجلات الترخيص، قائلا: “المؤسسة غير موجودة، والمنتج ما عندي علم فيه”.

وأشار “دعدع” غالباً المنتج غير نظامي أي “مهرّب” إذا كان موجود فعلاً، وأنه يعود لتاجر لديه سجل تجاري وليس صناعي، مؤكداً أن كل ما يتعلق بعبوات الوقود تتعلق مسؤوليته بالقطاع العام وتحديداً في “سادكوب” الشركة العامة لتخزين النفط، ولا يوجد أي جهة خاصة لديها ترخيص في بيع هكذا منتجات.

وليست المرّة الأولى التي تكذّب الجهات المعنية المعلومة وتعود بعد مرور وقت قصير وتصدّقها وهي “عم تضحك وتلعب”، واللافت بالموضوع سرعة التصريح قبل التأكد من وجود المؤسسة على قيد الحياة، وإن لم تكن موجودة في سجلات الترخيص لدى وزارة الصناعة، ربما تكون في سجلات الترخيص في وزارة التجارة ولكن يبدو أن الخطوط المؤدية للتنسيق لدى الوزارتين مشغولة.

بدورها المديرة التجارية في مؤسسة الصناعات التقانية “نجلاء طريفي” أكدت أن الغاز الكحولي ليس بديلاً عن الغاز الطبيعي ولا يعتبر حل لأزمة الغاز، بل هو مساعد للتخفيف من استعمال الغاز، قائلة: “هذا المنتج هو جديد وبدأنا به منذ 3 أشهر بتصنيع مادة الغاز الكحولي، ونحن نتعاون اليوم مع عدد من الوكلاء في مختلف المحافظات وستتواجد في السوق المحلية خلال وقت قصير”.

وأشارت “طريفي” عبر إذاعة “نينار اف ام” إلى أن الغاز الكحولي هو عبوة صغيرة سهلة الحمل سعتها “100” غرام، بمدة تشغيل تقارب الساعتين، ويوجد منها عبوات سعتها تتراوح ما بين 500 غرام وأيضاً بسعة كيلو غرام، إضافة إلى أنه عبارة عن هلام شفاف أو ملون بأساس كحولي قابل للاشتعال دون بقايا دخان أو غازات سامة.

وأوضحت “طريفي” أن كل عبوة ترفق معها قاعدة، ويتم إزالة الغطاء وإشعالها وعند الانتهاء يمكن إعادة الغطاء ليتم استعمالها مرة أخرى، بسبب أن العبوة يمكن استعمالها أكثر من مرة وتصل لقرابة الساعتين.

وعلّق أحد نشطاء “فيسبوك”: 3 آلاف ليرة سورية أي بسعر جرة غاز وبسعر 6 ليترات مازوت وبسعر 4 ليترات بنزين، أين ملائمة الجيبة؟”.

وعلّق “فراس”: “يلا بعد مبيع أول دفعة يرتفع السعر للـ 4800 والمرحلة التي تليها انقطاعه ثم توفره بسعر 6 آلاف ليرة. وقالت “رهام”: هذا الاختراع موجود منذ زمن، كأنو طالعين من الكهف؟ حاجة مسخرة جميع المنتجات يوجد لديها عبوات صغيرة بهدف الترحال والتخييم وليس للتقنين بها، كأس المياه موجود بالطائرات والمشافي من سنين، وظرف الزيت موجود لسهولة نقله من مكان إلى آخر”.

وأضافت “سوسن”: “يعني كل ساعتين بتكلف 6 آلاف ليرة سورية، وهذه خارج استطاعة المواطن السوري الذي أصبح يعجز عن شراء طعام عائلته، هذا المنتج لأصحاب الطبقات الارستقراطية أو الذين يحصلون على الأموال دون تعب أي من جيوب الآخرين، وقال “باسم” ساخراً: “هل نستطيع تحضير أكلة محاشي على الهلامي؟”.

ونقلت وسائل إعلامية أن علبة الوقود الكحولي الهلامي تعتبر بديلاً عن الغاز، حيث أكدت أن المنتج منتشر في أسواق اللاذقية. وتداولت معلومات أن العبوة الصغيرة حجم 16 وحتى 18 ملغ تشتعل لمدة تتراوح بين 110 وحتى 120 دقيقة، وفق ما هو مكتوب عليها، وهي من إنتاج مؤسسة الصناعات التقانية في اللاذقية، ويبلغ ثمن العبوة الواحدة 3000 ليرة سورية، ومع كل علبتين بسعر 6000 ليرة تحصل على قاعدة معدنية صغيرة، لوضع العلبة داخلها.

يذكر أن منتج الوقود الكحولي الهلامي سبقه منتجات مثل ظرف زيت الزيتون وكأس المياه المعدنية في ظل ارتفاع الأسعار في الأسواق السورية مقارنة مع الدخل المتدني، فإذا كان المنتج فعلاً هو قيد الوجود فمرحباً في سلعة اقتصادية جديدة، وإذا لا فنحن داخل فقاعات التطور التكنولوجي وضريبته.

شاهد أيضاً

“المقداد” يبحث هاتفياً مع وزير خارجية أبخازيا التطورات في المنطقة والعلاقات بين البلدين الصديقين

شام تايمز – متابعة تلقى وزير الخارجية والمغتربين الدكتور “فيصل المقداد”، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً …