قبل انطلاقه.. الحكومة العراقية تبحث مع الرئيس “الأسد” تنسيق مؤتمر دول جوار العراق

شام تايمز – مارلين خرفان

استقبل الرئيس “بشار الأسد”، الاثنين، “فالح الفياض” رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، وبحسب وكالة “سانا”، نقل “الفياض” للرئيس “الأسد” رسالة من رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” تتعلق بمؤتمر دول الجوار المزمع عقده أواخر آب الجاري في “بغداد”، وأهمية التنسيق السوري العراقي حول هذا المؤتمر والمواضيع المطروحة على جدول أعماله.

وناقش الجانبان الإجراءات المتخذة لتعزيز التعاون الثنائي المشترك في جميع المجالات، وخصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وضبط أمن الحدود الذي يشكل عاملاً مهماً ليس على الصعيد الأمني فقط، وإنما يساهم أيضاً في استمرار الحركة التجارية بين البلدين والتي تعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين وتحقق مصالحهما، بحسب وكالة “سانا”.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية أن حكومتها غير معنية بالدعوة الموجهة إلى سورية لحضور مؤتمر دول الجوار في العراق، مشيرةً إلى أن الدعوة لم تتم برسالة رسمية.

وذكرت وكالة “واع” العراقية أنها تلقت بياناً من الخارجية العراقية جاء فيه: “بعض وسائل الإعلام، تداولت أنَّ الحكومةَ العراقيّة قدّمت دعوة للحكومة السوريّة، للمشاركةِ في اجتماع القمّة لدول الجوار والمزمع عقده نهاية الشهر الحالي في بغداد”.

وأضاف البيان أن “الحكومة العراقيّة تؤكّد أنّها غير معنيّة بهذه الدعوة، وأن الدعوات الرسميّة تُرسَل برسالةٍ رسميّة وباسم دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي”، مشيرة إلى أنه “لا يحق لأي طرفٍ آخر أن يقدم الدعوة باسم الحكومة العراقيّة”.

ومن المقرر أن تبحث القمة المشكلات والتحديات التي تمر بها المنطقة، ومنها التوتر في لبنان واليمن واستهداف السفن في الخليج، وعدة ملفات جدلية في المنطقة، ودعم بغداد سياسياً واقتصادياً.

المحلل السياسي العراقي “حسن الموسوي” أكد لـ “شام تايمز” أن دعوات الحكومة العراقية فيما يتعلق بمؤتمر دول الجوار فيها قراءات كثيرة وتوقيتاتها وملفاتها والآليات التي تبحثها فيها كثير من التساؤلات، لافتاً إلى أنه ربما فيها الكثير من التقاطعات وهي ليست “كليشيهات” جاهزة، وخصوصاً أن واشنطن تلقي بظلالها على هكذا قمم، وحكومة “الكاظمي” لديها أجندات واضحة كأنها تريد أن تعطي طمأنة لدول الجوار على ما يجري في العراق قبل الانتخابات من أن الأمور تسير باتجاه معتدل بما أن حكومة “الكاظمي” هي حكومة تقاطع المصالح، ومن الواضح أن واشنطن تسعى من خلالها إلى إعطاء صورة لدول الجوار وحلفائها الذين ممكن أن يحضروا، مضيفاً أن فرنسا ربما ستنوب عن الولايات المتحدة وبريطانيا التي ليس لها رصيد في العراق، وبالتأكيد حلفاء واشنطن سيحضرون بموافقتها، مشيراً إلى تطلعات واشنطن في ترتيب المنطقة والأوضاع في مرحلة “جو بايدن” والانسحاب من أفغانستان، وسعيها لأن يكون لها حضوراً كبيراً في العراق بحكومته الجديدة بعد الانتخابات القادمة، خصوصاً بعد ما سمي بالحوار الاستراتيجي حول رحيل القوات الأمريكية من العراق.

وفيما يتعلق بحضور سورية في هذه القمة، رأى “الموسوي” أن نجاح القمة ومعيار مصداقية واشنطن أو الأطراف التي ستجتمع في بغداد هو وجود سورية، لأن استبعاد سورية وعدم حضورها يعني أن المخرجات كلها سوف تبقى “عرجاء”، فلا بد من إشراك كل القوى فاعلة وسورية من القوى الفاعلة من هذ الدول.

وقال “الموسوي”: “ما ذكرته الخارجية العراقية أنها غير معنية بما نشر في وسائل الإعلام من أن هناك دعوة وجهت إلى سورية وأن الدعوة توجه بشكل مباشر من الحكومة العراقية ورئيس الحكومة “الكاظمي” أو الخارجية، أما باقي ذلك فلا تعني هذه الدعوات التي روجت شيئاً للخارجية، فهذا واضح أنه لم تقطع الخارجية بدعوة سورية”، معتبراً أنه بدون سورية سيبقى الأمر ناقصاً وإذا لم تتناول القضية السورية وتقاطعات المنطقة وأزماتها فإن واشنطن ستصنع وتخلق الأزمات، فالأمر منوط بحسن وصدق النوايا لأن تحترم واشنطن إرادة شعوب المنطقة في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي وبالتالي تدعو هذه الدول كي تلتقي لتقرر مصير ومصالح شعوبها لا أن تفرض عليها مصالح واشنطن وأجنداتها.

الكاتب والباحث في الشأن السياسي “مازن بلال” أكد لـ “شام تايمز” أن قمة دول الجوار هي نافذة لسورية لاستعادة العلاقات الطبيعية مع دول الجوار، لافتاً إلى أن هذه القمة تم طرحها سابقاً من قبل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” على وزير الخارجية الراحل “وليد المعلم”، وبالتالي هي ليست فكرة جديدة وهي اليوم تملك بعض الظروف لنجاحها، ومن هنا تأتي أهميتها في صياغة العلاقات من جديد بين دول المنطقة إجمالاً على الأخص في مجال التنسيق العسكري، وإذا تم هذا التنسيق ممكن الوصول إلى تفاهمات على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

ولفت “بلال” إلى الفراغ الإقليمي الذي حصل بالأمس عبر الانسحاب الأمريكي من أفغانستان رغم أن هذا الانسحاب الجغرافي بعيد نسبياً عن العراق وجوارها إلا أنه بالتأكيد سيؤثر بشكل أو بآخر على كافة أمن المتوسط، لأن ما ينشأ في أفغانستان هو إمارة إسلامية ممكن أن تعطي مرجعية للفصائل المسلحة المنتشرة بين العراق وسورية، وبالتالي التنسيق الأمني والتنسيق السياسي بين هذه الدول ربما يساعد على الحد من التأثير السلبي الذي يمكن أن تخلفه ظهور إمارة إسلامية في أفغانستان، ومن ناحية أخرى يساعد العراق في خلق التوازن داخله وفي باقي دول الجوار وبمحاربة الإرهاب بالدرجة الأولى.

وأضاف “بلال” أنه ربما تكون مشاركة الرئيس “ايمانويل ماكرون” غطاء أوروبي بالدرجة الأولى يساعد على بعض التفاهمات، لأن الدول التي ستجتمع في بغداد هي دول متنافرة وبالتالي هي تحتاج إلى غطاء دولي لتيسير الأعمال.

وأشار الباحث إلى أن الموضوع الأساسي الذي سيطرح هو أن القمة سترسم العلاقات إقليمياً على أساس مكافحة الإرهاب، لأن الكثير من الدول متهمة بهذا الموضوع، فهناك طرفين الأول يعتبر أن إيران ضليعة في بعض المسائل الإرهابية، والبعض يعتبر أن السعودية وتركيا هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن تمويل الإرهاب، وبالتالي المطلوب هو الوصول إلى حد أدنى يؤدي إلى تجفيف موارد الإرهاب.

شاهد أيضاً

الخميس القادم.. انطلاق مؤتمر ومعرض الدفع الإلكتروني الثاني في سورية

شام تايمز – متابعة بدعم من وزارة الاتصالات والتقانة تنطلق يوم الخميس القادم، فعاليات مؤتمر …