عقوبات أمريكية جديدة خطوة لضمان سيطرتها على النظام العالمي المقبل

شام تايمز – هزار سليمان

تستمر الولايات المتحدة بفرض سيطرتها والتضييق على كل من يخالفها أو يقف أمام سياستها من الدول كبرى كانت أم صغرى، من خلال فرض العقوبات الاقتصادية على الشعوب والحكومات والأحزاب والشخصيات اقتصادية أم عسكرية أم سياسية، وأخر تلك العقوبات كانت من قبل الخارجية الأمريكية على كيانات وشركات روسية وسورية عراقية ولبنانية.

وعلى الرغم من تغير السلطة في الولايات المتحدة وتولي “جو بايدن” الرئاسة منذ سبعة أشهر، والتصريحات التي تؤكد على نية تغير السياسة الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط، إلا أن العديد من الخبراء السياسيين يرون أنها لا تتغير بغض النظر عن تغير الإدارات أو الرؤساء، إضافةً إلى أنها دولة مؤسسات لا تتغير سياساتها الاستراتيجية الكبرى بتغير الرؤساء أو تداول السلطة بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، كما أكده المحلل السياسي “علي محفوض” لـ “شام تايمز”.

وأضاف “محفوض” أن الولايات المتحدة تخوض الآن صراعاً عالمياً للبقاء على قمة العالم قبل تشكل نظام عالمي جديد، قطبا الصراع فيه الولايات المتحدة وخلفها حلف الأطلسي، وفي الجهة المقابلة روسيا والصين والقوى المحالفة لها.

وأشار “محفوض” إلى أن الأمريكي يحاول تجميع أكبر قدر ممكن من أوراق القوة لتحسين شروطه في النظام العالمي الجديد، والذي هو نظام قادم حكماً، رغم كل محاولاته لتأجيل هذا النظام، حيث استفردت بقيادة العالم لمدة ربع قرن منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.

ولفت إلى أن سياسة “بايدن” وتشدّيد العقوبات جزء من أوراق الضغط، ونوع من التفاوض تحت ضغط القوة، على حلفاء روسيا وإيران في المنطقة، وهذا الصراع المحوري الدائر الآن على تقاسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط قبل تشكل النظام العالمي الجديد، مبيناً أنه لا يمكن لإدارة “بايدن” أن تقدم تنازلات مجانية، بل تحاول جمع كل أوراق القوة بيدها لضمان مصلحتها وسيطرتها عند بدء التفاوض مع روسيا والصين.

ورداً على العقوبات الأخيرة اعتبر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة “أناتولي أنتونوف”، أمس الاثنين، أن فرض الجانب الأمريكي عقوبات جديدة على الشركات الروسية يعيق جهود ترسيخ العلاقات بين البلدين، كما يُبعد آفاق التعاون البناء بين موسكو وواشنطن.

ويرى “محفوض” أنه من الطبيعي أن يكون الرد الروسي بهذا الشكل، لأنه يأتي من موقع الرؤية الروسية، موضحاً أن الروس والصينيين ليس لهم مصلحة باستمرار هذا الوضع الذي يعطي أمريكا دوراً أكبر في رسم السياسات.

وقال “محفوض”: “بعد الحروب والأزمات الدولية الكبرى يتشكل نظام عالمي جديد كما حدث بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، ومنذ عام 1991 تفردت أمريكا حتى الآن، ونمت قوى جديدة واستعادت روسيا قوتها، وبرزت الصين كعملاق اقتصادي عالمي ينافس الولايات المتحدة، لذلك ليس له مصلحة بتشكل نظام عالمي جديد لأنه يقلل من مساحة نفوذه”.

وأضاف “محفوض” أنه لم يبقى إلا معاقبة الرئيس “بوتين”، قائلاً: “نحن في سورية ساحة اختبار لتصفية الحسابات الدولية، وبالتالي الضغط علينا ضغط على حلفائنا ومن الصعب أن يكون لنا دور في رسم خارطة العالم الجديد لأننا قوة تحت جناح قوة كبرى وعندما يتفق الكبار تحل مشاكل الصغار”.

ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية إشعاراً، الإثنين، في السجل الفيدرالي، يظهر أن قرار العقوبات تم اتخاذه في 29 تموز الماضي، والكيانات الروسية المستهدفة هي مؤسسة البحث والإنتاج “بولسار”، وشركة تأجير الطائرات “جرين لايت موسكو” و”آسيا إنفست” الروسية.

وبالإضافة إلى الكيانات الروسية، أفاد الإشعار أن الإدارة الأمريكية أدرجت على قائمة العقوبات كلاً من “عصائب أهل الحق” العراقية و“حزب الله” في العراق، و”حزب الله” اللبناني، وشركتين تجاريتين سوريتين، وفقاً لوكالة “تاس” الروسية.

وتسري العقوبات لمدة عامين ولكن هذه المرة يمكن لوزير الخارجية الأمريكي تخفيفها أو إنهاؤها.. ولم توضح واشنطن ما الذي أدى بالضبط إلى فرض هذه العقوبات.

شاهد أيضاً

قريباً.. دفع تعويضات المسرحين من خدمة العلم في شباط الماضي

شام تايمز – متابعة أعلنت المؤسسة السورية للبريد بدء دفع التعويضات المالية المستحقة للمسرحين من …