بين أجور فنادق الساحل الباهظة ورواتب الموظفين البخسة تتسع “الفجوة”

شام تايمز – كلير عكاوي

لا شك أن المواطن السوري بات يحلم بغرفة صغيرة عند “فطّوم حيص بيص” بـ 300 ليرة، ويرفض أن يصحى من النوم في ظل هذه الضغوطات التي يعاني منها يوماً بعد يوم بسبب ارتفاع الأسعار واختصار “الكم ليرة” من الراتب “اللي مو محرز” على جزء بسيط من الأساسيات الحياتية، منتظراً طاقة الفرج لتسحبه إلى شاطئ أو منتزه يرفّه به عن نفسه مع عائلته ويستطيع تغطية نفقاته.

“شام تايمز” تواصلت مع العديد من المنشآت ذات السوية المقبولة التي يرتادها الكثير من الشباب السوري وعائلاتهم في إحدى شواطئ “وادي قنديل” مثلاً، وبلغ سعر الإقامة في الشاليه بالليلة الواحدة 150 ألف حيث يتضمن غرفتين وقعدة ومطبخ، في حين كانت الأسعار في منتجع الشاطئ الأزرق في اللاذقية أعلى وبلغ ثمن الإقامة في الشاليه “3 طوابق” 465 ألف ليرة سورية حتى 15 أيلول، وباقي الغرف تتراوح أسعارها بين الـ 150 ألف إلى 350 ألف حسب إطلالتها وحجمها.

وبالنسبة لمنتجع “هوليدي بيتش” في طرطوس، بلغ سعر “جونيور سويت” 425 ألف ليرة سورية و475 ألف غرفة على الشاطئ الرملي، أما شاليه إطلالة مسبح وبحر لشخصين بلغ سعره 450 ألف، والغرفة “الحشوة” أي التي لا تطل على شيء، بلغ سعرها 350 ألف بالليلة.

ولم يكن سعر الإقامة في فندق “شاهين” أقل بكثير، فبلغ سعر الـ “سويت” إطلالة مسبح 360 ألف ليرة سورية، أما “السويت” الجانبي، فبلغ سعره 340 ألف ليرة سورية، والغرفة لشخصين مع إطلالة بلغ سعرها 280 ألف ليرة سورية، أما غرفة لشخصين جانبية بلغ سعرها 260 ألف ليرة سورية.

وشارك عدد من النشطاء على “السوشل ميديا” موضوع ارتفاع أجور الفنادق في الساحل وعلى رأسهم إعلامية سورية، حيث نشرت عبر صفحتها الشخصية في فيسبوك معلومات تقول إن صديقتها العاملة الإدارية في أحد فنادق الساحل السوري، أخبرتها أن سعر حجز الغرفة ليلة واحدة 350 ألف ليرة سورية، والغرفة المزدوجة 750 ألف ليرة لليلة الواحدة، من دون الطعام والشراب وباقي الخدمات.

وأضافت: “الغريب بالأمر أنّ الحجوزات كاملة لآخر الصيف، والزبائن سوريون”، متسائلة: “ما هذه المفارقة البشعة في جزء من هذا البلد جلّ الشّعب السّوري همّه تأمين الخبز ولقمة العيش الثّقيلة، وفئة أخرى تسرح وتمرح كما يحلو لها ولأبنائها؟، شمس وبحر ورفاهية مطلقة، ومعاناة من حدّة الشمس التي تحتاج كريمات خاصة لزوم البرونزاج”!.

بدوره، رئيس اتحاد غرف السياحة “م. طلال خضير” أكد، مؤخراً، أن متوسط سعر الليلة الفندقية 400 ألف ليرة فقط ضمن ثلاث منشآت فندقية في محافظة اللاذقية سويّتها 5 نجوم، علماً أنها تؤمن آلاف فرص العمل، موضحاً أن القطاع الفندقي الذي يضم مئات الفنادق المصنفة من مختلف السويات يقدّم الخدمات الجيدة بأسعار زهيدة طيلة الحرب على سورية بالرغم من صعوبة ظروف التشغيل بعد التعافي عند الكثير من المنشآت.

وأشار “خضير” إلى أن المنشآت السياحية حالها يتطابق مع المنشآت الاقتصادية من زيادة التقنين وصعوبة الحصول على المشتقات النفطية والتضخم الاقتصادي، والارتفاع الكبير للمواد الداخلة في التشغيل، نتيجة العقوبات التي تفرضها دول العدوان على سورية، موضحاً أن تكلفة الطاقة الكهربائية والمحروقات لتشغيل الفنادق في سورية تتراوح بين 15% و20%من الدخل، وكلف الصيانة وصلت لأكثر من 6% وهذه النسب للفنادق والمنشآت ذات الاشغال الجيد، أما بالنسبة للمنشآت الساحلية فتتضاعف الكلف كونها موسمية.

وكشف عن إمكانية القيام برحلات سياحية داخلية لكافة المحافظات الأخرى التي تصنف سويتها 3 و4 و5 نجوم وتقدم خدمات جيدة، معتبراً أن أسعار الإقامة في الفنادق السورية تعتبر الأرخص عالمياً “رغم الواقع الحرج”، وهي مستعدة لاستقبال المرتادين بربع الأسعار المذكورة في المقال المتداول.

وجاء هذا التوضيح من اتحاد غرف السياحة ردّاً على ما نشره “تلفزيون الخبر” بتاريخ 20/4/2021 عن اقتراب مواسم الأعياد والعطلة الصيفية تزامناً مع ارتفاع أسعار عدد من الفنادق من سوية الـ 5 نجوم في محافظة اللاذقية مثل فندق “غولدن بيتش” و “فندق روتانا أفاميا” و “لاميرا الميرديان”، حيث بلغ متوسط سعر الليلة الواحدة في عيد الفطر حوالي 400 ألف ليرة وسطياَ، على أن التسعيرة محررة، بموجب موافقة من وزارة السياحة، بحسب ما ورد من تفاصيل في المقال.

يشار إلى أن وزير السياحة “رامي مرتيني” أكد في وقت سابق لـ “شام تايمز” أن الوزارة ركّزت على مشاريع السياحة الشعبية من أجل المواطن السوري، حيث افتتحت أكثر من شاطئ في طرطوس واللاذقية مثل الشاطئ المفتوح في وادي قنديل، حيث استقبل الآلاف من الشباب بقيمة 2000 ليرة سورية للشخص الواحد، قائلاً: “ليس بالضرورة عند انخفاض السعر أن نصل لتردي الخدمات!”.

يذكر أن فنادق الساحل السوري تعتمد على السياحة الموسمية والتي تقتصر على شهرين أو ثلاثة أشهر بسبب توقف السياحة الخارجية نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة من الدول المعادية، إضافة إلى منعكسات وباء كورونا الذي سبب اقتصار السياحة على السياحة الداخلية فقط.

شاهد أيضاً

الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون الجوع

شام تايمز – متابعة أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه بعد مرور 200 …