العز لـ “دخان الحمرا” والمواطن “شنق حالو”

شام تايمز – كلير عكاوي

وصلت في حملها إلى الشهر الثالث ثم نظرت إلى جهاز “الإيكو” وهي تراقب جنينها بحركاته الأولى، وسمعت دقّات قلبه، قائلة: “الحمد لله اللي انقطع الدخان وغلي سعره.. وطلع في مين خايف على صحتي أنا وابني أكتر مني.. لحتى بطّلت دخّن!”.

سيناريو “الدخان الأجنبي” بات حديث الموسم بين النساء والفتيات وبين الرجال والشباب منذ فترة ليست قصيرة، فانقطعت الأصناف رويداً رويداً، وأصبح النوع المتوفر اليوم حلماً في اليوم التالي، عدا عن الأسعار “المرّيخية” التي أوصلت “الباكيت” إلى قائمة الرفاهيات.

ولجأ المدخّنون إلى الأنواع الرخيصة الموجودة في المحال دون معرفة الأسباب التي جعلتهم يغيّرون عاداتهم “السرطانية”، أو أي تبرير يذكر يعد بعودة “باكيت” الدخان نادماً إلى طبقة الدراويش بأسعاره.
وقال “سامر” لـ “شام تايمز”: “المشكلة أن الأنواع التي ندفع عليها 2000 إلى 3000 ليرة سورية.. نايلون وما بتتدخن”.

وأضافت “روعة”: “أصبحت أدخّن الحمرا!.. الدخان الوطني الذي فاجأنا بأشكاله الجديدة منها الكرتون وغيرها.. رغم ريحته المزعجة ولكن سعره مقبول”.

وتداول المدخّنون على مواقع التواصل الاجتماعي اقتراحات عديدة في زيادة أسعار الأصناف الأجنبية القديمة وتأمينها في الأسواق، ومنهم من اعتبر تغييب الدخان الأجنبي ينعكس إيجاباً على مبيعات الدخان الوطني، حيث تصدّرت رفوف المحال.

“المتنفس الوحيد” هكذا وصف المدخنون “باكيت” الدخان، وتحديداً عند الأخذ بعين الاعتبار تتالي الأزمات المعيشية صعبة الحل التي يعانيها أغلب السوريين، ولم يتوقف الحال عند الدخان، بل لحق به “المعسل”، فبلغ سعر وقية المعسل الفرط 7000 ليرة سورية ومعسل مزايا والفاخر إن وجد وصل سعره إلى 6500 ليرة سورية تقريباً.

وارتفعت أصناف التبغ المقطوعة مثل الماستر الأزرق القصير، والماستر ون فضي، والماستر كوين وصل إلى 4000 ليرة في حال توفّره، الدوف 2500 ليرة سورية، ووصل سعر باكيت الإليغانس الطويل إلى 3500 ليرة، والدينفر إلى 3000 ليرة سورية، والوينستون بأنواعه وصل إلى 4500، والغلواز الأصفر 4000 ليرة سورية، والمالبورو وصل إلى 8000 ليرة سورية، كين دون بـ 3000.

وعلى مبدأ “جود بالموجود” دفع الحال بالمواطنين لتغيير نوع دخانهم عدّة مرات وعلى رأس هذه الأصناف دخان الـ”1970″ بأنواعه، حيث حدد سعر 1970 سليم بـ 2500، والطويل 3500، إضافة إلى دخّان “أختمار” 2500، وأيضاً دخّان “سيلفي” سليم بـ 2000، و”سيدرز” بـ 2700، “أوريس” منكّه بفقسة 3500 ودون فقسة بـ 2500، لينتهي الأمر في انسحاب جزء كبير من المدخّنين والانضمام إلى عالم دخان الحمرة القصيرة بـ 1100 والطويلة 1300.

وفي معادلة حسابية بسيطة نرى أن الشخص المدخّن لنوع الحمرا يحتاج إلى 20 ألف وسطياً كمعدل شهري في حال دخن “كل يومين باكيت”، أما الشخص الذي مازال يدور بين أنواع الدخان الأجنبي من واحد إلى آخر، فإن أرخص “باكيت” يبلغ سعره وسطياً 2700 ليرة، أي يحتاج إلى 40 أو 45 ألف ليرة سورية شهرياً، علماً أن راتب الموظف في القطاع العام وسطياً 75 ألف ليرة سورية وأعلى راتب في القطاع الخاص للموظف صاحب الإمكانيات المتواضعة لا يتجاوز الـ 300 ألف ليرة سورية.

والسؤال يكمن لماذا أنواع الدخان الأجنبي تتواجد بكثرة في باقي المحافظات ودمشق محرومة منها؟، فيما أكدت المؤسسة العامة للتبغ لإحدى الوسائل الإعلامية أنها لا علاقة للمؤسسة لا من قريب ولا من بعيد بموضوع الدخان الأجنبي.

يشار إلى أن العام الماضي انقطع الدخان الوطني من الأسواق بشكل تدريجي، ثم ارتفعت أسعاره، وكان التبرير مرتبط بغلاء “الصنف الأجنبي” الذي أدى إلى لجوء فئة كبيرة من المواطنين إلى الأصناف الوطنية، وبالتالي أصبح الطلب أكثر من العرض، علماً أن سعر باكيت “الحمراء الطويلة” وصل للمعتمد بـ 500 ل.س، وإلى المستهلك من الـ 1000 إلى الـ 1300 ل.س، بحسب ما أكد مدير عام المؤسسة العامة للتبغ – اللاذقية (الريجة) “محسن عبيدو” حينها.

شاهد أيضاً

بإسم الرئيس الأسد والسيدة الأولى .. محافظ حلب يعزي بوفاة الكاتب والمؤرخ الدكتور محمد قجة عن عمر يناهز 85 عاماً

شام تايمز – متابعة بإسم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد ، قدم …