عمال النظافة في حماة.. متى تنصفوهم؟

شام تايمز ـ حماة ـ أيمن الفاعل

“نعمل تحت حر شمسٍ لاهبة أو سماءٍ غاضبة، وينظر البعض لنا رغم عملنا وكأننا وحدنا نتحمل مسؤولية نظافة أحيائهم بل وحتى منازلهم، حيث يقومون برمي القمامة أمام المنزل أو حول الحاوية، كل ذلك براتبٍ لا يكفي أسبوعاً وتعويضاتٍ قليلة، عدا عن النبرة التي يخاطبك بها البعض وكأنك خادمهُ المأجور” هكذا عبّر أبو حسن عامل النظافة في حي الشرقية لـ”شام تايمز ” مشتكياً وزملائه واقع عمال النظافة المتردي.

“أبو محمد” عامل نظافة آخر في حي التعاونية أشار إلى أن حجمَ العمل كبيرٌ في مدينة حماة، ولذلك نكَلَّف أحيانا بالعمل بوردية ليلية مع ثبات الراتب والتعويضات، متسائلاً بأي نفسٍ سيعمل عامل النظافة؟.

من جهته “أبو إبراهيم” عامل نظافة من القصور كشف لـ”شام تايمز ” عن التأخر في منح الوجبة الغذائية لعاملي النظافة والتي “لا تغني ولاتسمن” وهي ربع كيلو حليب وبيضة، إذ يبلغ سعرهم في السوق 700 ليرة سورية، بينما نحن نقبض ثمنها 300 ليرة فقط.

بدوره لفت “أبو حسين” عامل نظافة من حي المزارب، إلى أن سعر الكساء المجاني متدن جدا “عشرين ألف ليرة” مع عدم جودته، لهذا يستبدله كثيرون بقطعة لباس أخرى، منوها في سياق المعاناة إلى نقص الاهتمام الطبي ومتسائلاً.. “ماذا تعني الـ 500 ألف ليرة سنويا للعمليات الجراحية و30 ألف ثمن أدوية سنوياً لمن يعاني من أمراض مزمنة في ظل الغلاء الفاحش للأدوية؟”.

من طرفه رئيس نقابة عمال الدولة والبلديات “خليل خليل” أكد ل”شام تايمز” ما قاله جميع العمال من معاناة، موضحاً أن حجم العمل ضخم جدا مقارنة بالعدد القليل وهو 450 عامل نظافة، في حين تحتاج مدينة حماة إلى 2000 عامل نظافة، لاسيما بتوافد نحو مليون نسمة إليها في ظل الأزمة من مناطق ومحافظات ديرالزور والرقة وغيرها، وترحيل نحو ألف طن قمامة يومياً.

وكشف أن عدداً كبيراً من العاملين هم من كبار السن وبالتالي فإن انخفاض الأداء الوظيفي أمر بديهي بسبب أعمارهم وبعض أحوالهم الصحية، كل ذلك بمواجهة عمل واسع لا يتناسب وظروفهم، علماً لم تجرِ مسابقة لرفد النقص الشديد منذ عام 2016، وقد خاطبنا الجهات المعنية بهموم عاملي النظافة وواقعهم بانتظار حلول ضمن الإمكانيات المتاحة.

مدير النظافة المهندس “محمد صقر” أكد بدوره أنه تم توقيع عقد مع شركة خاصة بقيمة 91 مليون و962 ألف ليرة سورية لتقديم 100 عامل نظافة بعقد لمدة 270 يوماً سيبدأ نهاية الشهر الجاري، وذلك لتنظيف الحي الرياضي والحوارنة والشيخ عنبر والمحالبة وأحياء غرناطة ١ و٢، ناهيك عن تشغيل ٣٠ عامل بوردية ليلية لتنظيف مخلفات الأسواق التجارية في ظل نقص كبير في الكادر و المعدات والآليات، مشدداً أنه يجب تكثيف وسائل ورسائل التوعية في رمي القمامة والحفاظ على النظافة،وحتى يمسي المواطن “يداً بيد” مع عامل النظافة بظروفه الصعبة، للحافظ على الصحة العامة للجميع.

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى في عدوان الاحتلال على مخيم “نور الشمس” بطولكرم

شام تايمز- متابعة  تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مخيم “نور شمس” شرق طولكرم في …