حل أزمة “المساعدات الإنسانية”.. ماذا مقابل التمديد؟

شام تايمز – حسن عيسى

بعد صولاتٍ وجولاتٍ شهدها مجلس الأمن الدولي حول آلية إرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية التركية، تمخّضت الاجتماعات مؤخراً عن قرارٍ يقضي بتمديد إرسال تلك المساعدات وافقت عليه كبرى دول المجلس، بعد أن شهدت الأسابيع الماضية تصعيداً ومناوشاتٍ سياسية عديدة حول القرار نفسه.

وبالرغم من الموقف الروسي الذي كان رافضاً وبشكلٍ قاطع الموافقة على آلية التمديد، إلا أن موسكو قبلت أخيراً بالمقترح الذي قدمته كل من إيرلندا والنرويج، والذي سعت الولايات المتحدة لفرضه بالقوة من خلال حشد كل إمكاناتها السياسية والإعلامية داخل مجلس الأمن وخارجه، وسط تساؤلات حول المقابل الذي حصلت عليه روسيا من واشنطن مقابل تمديد الآلية لمدة ستة أشهر فقط.

الباحث السياسي “د. مهند ضاهر” رجّح في حديثه لـ “شام تايمز”، عن احتمالية وجود اتفاق روسي أمريكي لرفع عقوبات جزئية بشكل تدريجي عن سورية، مقابل تمديد إرسال المساعدات عبر معبر “باب الهوى”، مؤكداً أن الموضوع يتعلق باتفاق روسي سوري أولاً ثم تفاهم مع الجانب الأمريكي.

ولفت “ضاهر إلى أن روسيا بطبيعة الحال لن توافق على أي مقترح دون الرجوع للدولة السورية، مشيراً إلى أن القضية إنسانية بالدرجة الأولى باعتبار إدلب تحوي آلاف المدنيين الذين يحتاحون لتلك المساعدات، مؤكداً في الوقت نفسه أن تمديد هذا القرار مرة أخرى مرهون بعملية تحرير إدلب وعودتها لسيطرة الدولة السورية، الأمر الذي سيُسقِط جميع هذه الملفات حال حدوثه، وفق تعبيره.

بدوره، اعتبره الباحث الاستراتيجي “على محفوض” في حديثه لـ شام تايمز”، أن أي تفاهم روسي أمريكي سينعكس إيجاباً على الدولة السورية، مشيراً لوجود تنازلات تكتيكية في قضايا صغرى وبخاصةً المساعدات الإنسانية، وهو ما دفع روسيا للموافقة على قرار تمديد إرسال المساعدات عبر معبر “باب الهوى”.

وأشار “محفوض” إلى أن حجم ضغط الرأي العام الإعلامي صوّر روسيا وكأنها دولة متوحشة تمنع المساعدات عن من هم بحاجتها، لافتاً إلى أن إدخال تلك المساعدات سيتم بإشراف من الأمم المتحدة وبرقابة مشتركة، سيكون لروسيا فيها الدور الأول باعتبارها موجودة على الأرض بشكل أقوى من الولايات المتحدة، بحسب تعبيره.

ومدّد مجلس الأمن الدولي بالإجماع مؤخراً، ما تسمى “آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود” إلى شمال غرب سورية عبر معبر “باب الهوى”، مع تمديد ستة أشهر إضافية دون الحاجة للتصويت، وذلك لأول مرة منذ عام 2016، حيث تنص الوثيقة على تمديد عمل معبر “باب الهوى” على الحدود السورية التركية لـ12 شهراً إضافياً، شريطة أن يعرض الأمين العام للأمم المتحدة بعد مرور ستة أشهر، تقريراً حول عمل آلية نقل المساعدات الإنسانية.

شاهد أيضاً

فريق “عطاء” التطوعي المحتضن من سفيرة النوايا الحسنة للطفولة في سورية يقيم نشاط ترفيهي لأطفال جمعية جمعية “التنمية” الخيرية

شام تايمز – متابعة أقامت سفيرة النوايا الحسنة للطفولة في سورية بالتعاون مع فريق “عطاء” …