أرمن حلب يحيون الذكرى 106 للإبادة الأرمنية على يد العثمانيين

شام تايمز – حلب – أنطوان بصمه جي

رجال دين، نساء، أطفال، شيوخ، وشباب ورجال يحملون النار أملاً بدوام اشتعالها لتنير دروبهم، بدلاً من النار التي اخترقت أجساد أجدادهم يوم حصلت الإبادة الأرمنية على يد السلطات العثمانية عام 1915 في مسيرة مشابهة على أرض سورية.

وإحياءً للذكرى نظمت الطوائف الأرمنية الثلاث بحلب، مساء الجمعة، مسيرة شموع بدأت بتجمع المواطنين في ساحة الثانوية السورية في حي الميدان والمسير برفقة الشموع والمشاعل ويتقدمها الفرقة النحاسية باتجاه مقبرة الأرمن الأرثوذكس في حي الشيخ مقصود، وبحضور رؤساء الطوائف والفعاليات والجمعيات والنوادي الأرمنية.

وأدت فرقة نادي الشبيبة السورية الأرمنية الثقافي مجموعة مقطوعات غنائية حزينة تعبر عن مدى فظاعة الحدث، لتذكر بالأهوال التي عاشها الشعب الأرمني، وتلاها وضع أكليل الزهور على النصب التذكاري للإبادة الأرمنية وسط مقبرة الأرمن الأرثوذكس.

وفي الـ 24 من نيسان، يحيي الشعب الأرمني حول العالم ذكرى الإبادة الأرمنية ولكن الوضع يختلف بالنسبة للسوريين الأرمن، الذين باتوا شهوداً على ما يقوم به النظام التركي من توغل غير شرعي واحتلال للأراضي وطمس الهوية الاجتماعية للمناطق السورية، كما فعل أجداد الجالسين على عرش الحكم في تركيا بحق أرمن أناضول وكيليكيا.

المطران “ماسيس زوبويان” مطران حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس راعي الفعالية قال لـ “شام تايمز” إن إحياء الذكرى 106 على مجازر الأرمن احتراماً لشهداء الأرمن الذين قضوا في ذكرى أليمة تمثلت بهمجية النظام العثماني ضدهم، وعاشوا المآسي والاضطهاد والظلم من العثمانيين وهجر قسم كبير من الأرمن ومنهم من وصل إلى سورية التي احتضنتهم وعاشوا فيها بسلام ومحبة، وللأسف يكرر العثماني المجازر والتهجير ذاته مرة في الأناضول ومرة أخرى على الأراضي السورية خلال سنوات الحرب التي شنها أردوغان ومرتزقته على مدينة حلب.

من جانبه، قال المطران “بطرس مراياتي” رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك لـ “شام تايمز” إن التاريخ يعود بشكل جديد، فالأرمن الذين عاشوا المجازر والإبادة على يد العثمانيين وجدوا في سورية ملاذاً أمناً لهم بعد نجاتهم من المذابح وعاشوا أهوال الصحراء في دير الزور، واليوم يتركز غالبية الأرمن في مدينة حلب كمواطنين لهم حقوقهم وهم كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي، يتقاسمون أهوال الحرب مع المواطنين السوريين من العثماني ذاته الذي خرب ودمر معالم حلب التاريخية، وعاش الأرمن الويلات مرة ثانية ودافعوا مع أخوتهم السوريين عن أرض الوطن وبذلوا دماءهم رخيصة للدفاع عن الوطن.

بدوره بيّن القس “هاروتيون سليميان” رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية أنه يتوجب علينا كشعب أرمني أن نذكر ونتذكر ونطالب بكل الحقوق المشروعة والمسلوبة للشعب الأرمني، واليوم نحن نواجه عدو واحد خلال العقد الأليم الذي عاشته سورية، فالعدو التركي يسلب الشعب السوري وينهب ممتلكاته ويهجر المواطنين من ديارهم في مدينة حلب، مضيفاً أن الأرمن اليوم حول العالم يحيون ذكرى الإبادة الأرمنية التي ارتكبتها السلطات العثمانية قبل 106 أعوام من دون رحمة ودم بارد بحق شعب مسالم لا يعرف إلا المحبة وحب الحياة.

شاهد أيضاً

“وفيق حبيب” يستعد لجولته في كندا

شام تايمز- متابعة يستعدّ الفنان “وفيق حبيب” لإحياء سلسلة من الحفلات الغنائية ضمن جولته الفنية …