الحب المُغيّب في “ركن الدين”.. حب أيه اللي انت جاي تقول عليه!

خاص – شام تايمز – ديما مصلح

لا تعتبر الخدمات المترهلة المنغص الوحيد لحياة أهالي منطقة ركن الدين، فالمشهد العام للحياة هناك تغيب عنه حتى أبسط حقوق الإنسان بالحب والتعبير عن مشاعره الإنسانية بفطرية، فالظروف المحيطة بسوادها غطت على اللون الأحمر ورمزيته، ولم يعد ليوم 14 شباط وقعه في ظلها، لدرجة أن البعض بات يعتبره يوماً غير محبب، تكسوه أجواء يصفونها بالتجارية ومحاولات التسلية فقط.

“أبو ملحم” رجلٌ مسن يتجاوز عقده السابع، يجلس أمام باب داره في أزقة الحارات المتعرجة والمنازل المتقاربة في ركن الدين يروي لـ “شام تايمز” وهو يحتسي الشاي أنه شخص رومنسي لأبعد الحدود وله أجواءه الخاصة وفي أيام محددة، ومن الممكن أن يقدم هدية معنوية لزوجته بيوم عيد الحب، ولكن لا يكون بمثابة فرض عليه والهدية عبارة عن ذكرى أو عربون أنه يوم مختلف، ولكن هذا لا يعني أن الحب يختزل فقط في هذا اليوم.

وبوجهٍ كئيبٍ وعينين حزينتين وعمرٍ لا يتجاوز 35 عاماً تكلمت “زمرد” – اسم مستعار، عن معاناتها وضغط زوجها عليها بالضرب والتكلم معها بألفاظ مسيئة تحطم معنوياتها، قائلةً.. “المضحك المبكي أن زوجها يريد أن تحتفل معه بهذا اليوم الذي يسمى بـ يوم الحب لكي يدعي أمام أقاربه ومعارفه أنه الشخص الودود الرومنسي المنسي”، متمنيةً أنه يعرف معنى الحب وأن الحب أفعالاً وليس أقوالاً، أو ضربٍ وتشويه.

بدورها “رشا” التي تبلغ من العمر 21 عاماً، أكدت عدم وجود أجواء في ركن الدين هذا العام لعيد الحب، حيث كان سابقاً اللون الأحمر يملئ الشوارع في كل مكان، مشيرةً إلى أنها مرتبطة منذُ سنوات مع شاب مهاجر، ولكن لا يعني لها هذا اليوم أي معنى حتى ولو لم يذكره حبيبها ولم يقل لها كل عام وانتِ حبيبتي، قائلةً.. “إن الحب في كل وقت وزمان ومكان لا يحصر بيوم أو ساعات معينة”.

بينما “أم روهين” اسم مستعار لسيدة منزل معمرة، التي أخفت ملامحها بضحكة سخرية قائلةً “أي حب دا يا هانم، حب أيه اللي جاي تقولي عليه، حب أنه زوجي العزيز تزوج عليّ خدامتي، حب الي عشت معه على المرة قبل الحلوة وبالأخير بيخون، حب العذاب أو ليالي القهر”، منوّهةً إلى الذين يدعون الحب بأن يعرفوا ما معنى الحب الحقيقي ويتكلمون به.

أما “أبو علي” من أهالي ركن الدين الذي يتجاوز 55 عاماً اعتبر أنه لا يوجد حب في هذا الوقت وكل هذه الاحتفالات كذبة، قائلاً.. “إنه لا يتذكر بكل أيام عمره أنه احتفل بهذا اليوم لا بفترة المراهقة ولا في هذا العمر”.

والحب مشاعر قيمة في القلوب لا يحدد بيوم لكي يعبر الشخص عن داخله لمحبوبتهِ، معبراً بلمعة في عيونه الممتلئة بالعاطفة والحب حين تحدث عن محبوبته التي لم يتزوجها، قائلاً.. “يلي بحب بصدق بيتمنى لمحبوبته كل خير، ما قدرت أخذ يلي بحبها لأن ما بقدر أسعدها وبقدم لها الرفاهية المطلقة، هذا هو الحب التضحية في المشاعر”.

شاهد أيضاً

بإسم الرئيس الأسد والسيدة الأولى .. محافظ حلب يعزي بوفاة الكاتب والمؤرخ الدكتور محمد قجة عن عمر يناهز 85 عاماً

شام تايمز – متابعة بإسم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد ، قدم …