طفولة ضائعة في مهبّ التكنولوجيا.. أنقذوا أطفالكم!

شام تايمز – دمشق – زينب ضوّا

تنسج ألعاب الموبايل والفيديو في أدمغة الأطفال خيوط اللهو المتينة، مقيّدة هواتها من الأطفال والمراهقين بها، وتجذبهم إلى عالم افتراضي واسع لا يعرف الحدود، كاسراً حدود الوقت والزمن واللغة.

لم يعد يقتصر اليوم هذا العالم الكوني الكبير على الدردشة بين الناس، بل تعدّى الأمر إلى ألعاب أسرت العقول بسرعة فائقة كألعاب “الفيديو” واللعبة الشهيرة التي انتشرت مؤخراً كلعبة “مريم” الخطرة، أو لعبة “ببجي” التي شهدت إقبالاً واسعاً من قبل كل الفئات العمرية، ورغم إيجابية بعض الألعاب، إلا أن ألعاباً أخرى لها انعكاسات سلبية نفسية واجتماعية وصحية على المراهق عموماً وعلى الأطفال خصوصاً، وكلا الفئتين تحتاجان إلى إرشاد وتوجيه ورقابة.

وبيّن عدد من الأهالي لـ ” شام تايمز” رأيهم بهذا الخصوص وقالت “بشرى” التي تعمل كممرضة وأم لثلاثة أطفال.. “أقضي ساعات طويلة بعيدة عن طفلي عندما أكون في العمل، في الشتاء أطمئن قلبي أنه في المدرسة ولن يستخدم الهاتف المحمول، أما في فصل الصيف يبقى الهاتف معه، علماً أنني رقيبة على ما يلعب ويشاهد ويقرأ، مع ذلك الحذر والحيطة واجبان”.

واعتبرت “أم فراس” ربة منزل، أن هذه الألعاب تساهم في تجميد مخ الطفل وتقلل مع استيعابه ويجب الانتباه لخطورة هذا الموضوع والوعي بذلك.

وأكدت الباحثة التربوية” لينيت يوسف” خطورة هذه الألعاب على الأطفال في حديثها لـ “شام تايمز” وقالت.. “التكنولوجيا تعتبر من مقومات العصر الحديث وإحدى أهم الوسائل التي ترقى بواقع الدول الى مستوى عال من التقدم، ولكن هذا التطور يحمل في طياته جملة من الجوانب السلبية والأخطار الخفية التي تؤثر على تقدم الشعوب وعلى سلوكيات الافراد، لاسيما فئة الأطفال والتي تعتبر الفئة الأكثر استخداماً لهذه التكنولوجيا، لما تحتويه من تفاصيل توثر على نفسيات الأفراد وأسلوب حياتهم وسلوكهم المتبدل مع تبدّل هذه الألعاب الإلكترونيّة، فقضاء ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية وألعاب الإنترنت دون مراقبة الأسرة، يزيد مخاطر الانطوائية والعدوانية والعزلة لدى الأطفال وتتطوّر لأمراض نفسية”.

وبحسب الباحثة تترك هذه الألعاب فجوة اجتماعية تزيد من مشاكل الأطفال والمراهقين، وساهمت في إخفاء أو تقليص موقع الطفل التقليدي في الأسرة، وحولته إلى شخص لا يشارك ولا يتفاعل، وبالتالي تساهم في إضعاف علاقته بمفهوم الأسرة وتجهد العين بسبب التركيز لفترة كبيرة، ناهيك عن أوجاع الظهر والرقبة نتيجة الجلوس لوقت طويل بشكل خاطئ، فضلاً عن خطر الاشعة على أدمغة الأطفال الصغار، خصوصاً أنّ هذه الألعاب تمتلك كل مقومات الإبهار البصري والطفل مخلوق صغير سهل الاستثارة.

كيفية مساعدة الطفل وما هو دور الأهل:

أضافت الباحثة التربوية “لينيت يوسف” أنه من غير الصحيح حرمان الطفل من الألعاب الإلكترونية لأننا سوف ندخل بمشاكل أخرى، بالتالي نستطيع بكل وعي وحرص تحديد وقت معين لاستخدام الألعاب الإلكترونية.

ويفضّل إشراف الأهل على الطفل أو حتى التفاعل معه وسؤاله عن الألعاب والرقابة عليه، والأهم عدم ترك الهاتف في يديه وتحديد الوقت لأن الألعاب التي لا تخضع لرقابة الاهل تُكرّس قيم وعادات معيّنة يجب على الأهل أن يكونوا على علم بها وفقاً لما يسمى” نظرية الغرس الثقافي”.

ونبهت “يوسف” إلى أنه عند ملاحظة تعلّق الطفل أو المراهق بالألعاب الإلكترونية يجب التحلّي بالصبر والهدوء، ومحاولة استيعابهم، وعدم توجيه الانتقادات المتواصلة لهم، لأنها شيء يلجأ له بالتالي “يحبّه”، ولا نستطيع في يوم وليلة فك التعلق، مع إعطاء وقت للطفل أو للمراهق وتمضية وقت معه، وإشراكه بنشاطات ومهام جديدة، وتقديم المكافئات للمراهق وللطفل ولا يجب تقليل المكافئة للمراهق على أساس أنه كبير وتجاوز المرحلة، “بالعكس كل كبير أو صغير يحتاج مكافئة”.

ونوّهت إلى ضرورة مساعدته على مواكبة التطور ومشاركته بالنصائح وإدخاله في تفاصيل يومية يشاركنا بها، وشددت على أن الطفل أو المراهق يحتاج وقتاً كي يتخلى عن تعلقه بأي شيء.

شاهد أيضاً

“الاقتصاد” تحدد أصناف الأقمشة المصنرة المصنعة محلياً

شام تايمز – متابعة أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التعليمات المتعلقة بتحديد أصناف الأقمشة المُصنرة …