الجعفري يؤكد مطالبة سورية بإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل

شام تايمز – سورية

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور “بشار الجعفري” خلال اجتماع اللجنة الأولى في الجمعية العامة والمعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، الجمعة، أن ترسانة كيان الاحتلال الإسرائيلي من الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية تمثل التهديد الأكبر للسلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط وتشكل تحدياً جسيماً لمنظومة نزع السلاح ومنع الانتشار.

وأوضح ” الجعفري” أنه رغم مطالبة أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة كيان الاحتلال بالانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير نووي، إلا أنه واصل تعنته مستفيداً من الدعم الذي توفره له الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا ودول أعضاء أخرى، ورعايتها البرنامج النووي الإسرائيلي والبرامج الإسرائيلية العسكرية والبيولوجية والكيميائية والمساهمة في تطويرها وتعزيزها، لا بل التغطية على رفض “إسرائيل” تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بعدم انتشار الأسلحة النووية، الأمر الذي شجع الكيان الصهيوني على زيادة تحديه للإرادة الدولية، وعدم الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار واتفاقيات أسلحة الدمار الشامل الأخرى، لا بل تعزيز ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها ورفضها المشاركة في الدورة الأولى لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط والذي عقد في نيويورك في تشرين الأول الماضي.

وبيّن “الجعفري” أن سورية طرف في معاهدة عدم الانتشار النووي منذ العام 1968 وموقعة على معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية منذ العام 1972، وهي طرف في معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية منذ العام 2013، كما رحبت بمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط وشاركت في أعماله، رغم رفض الولايات المتحدة كدولة نووية ووديعة لمعاهدة عدم الانتشار حضور المؤتمر وكذلك رفض الكيان الصهيوني المشاركة فيه، الأمر الذي يدل على رفضهما إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى، وهو ما يثبت ما تقوله سورية دائماً أن هذا السلوك هو النفاق النووي بحد ذاته.

وأضاف “الجعفري” إن سورية قرنت القول بالفعل حيث تقدمت في نهاية العام 2003 خلال عضويتها في مجلس الأمن بمشروع قرار يهدف لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل، ولا سيما الأسلحة النووية إلا أن وفد الولايات المتحدة هدد آنذاك باستخدام الفيتو في حال تم عرض مشروع القرار للتصويت فبقي المشروع باللون الأزرق حبيس أدراج مجلس الأمن حتى هذه اللحظة، مجدداً دعوة سورية الدول الأعضاء للعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل، ودعوتها للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وإلزامها بالانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير نووي، وأن تخضع جميع منشآتها وأنشطتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال “الجعفري”: إن سورية تدين استخدام أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة الكيميائية من قبل أي كان وتحت أي ظرف كان وفي أي مكان، مؤكداً أنها لم ولن تستخدم أسلحة كيميائية لأنها لم تعد تمتلكها أصلاً.

ونوه مندوب سورية أن رئيسة اللجنة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية “سيغريد كاغ” أكدت في تقريرها المقدم إلى مجلس الأمن في حزيران عام 2014، أن سورية أوفت بكامل التزاماتها وأنه تم إتلاف مخزوناتها من هذه الأسلحة على متن سفينة أمريكية، كما أكدت ذلك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي أشرفت على تدمير كل المواقع الخاصة بإنتاج أسلحة كيميائية.

وأشار “الجعفري” إلى أن سورية تواصل التعاون مع الأمانة الفنية لمنظمة الحظر وفريق تقييم الإعلان بما يكفل تسوية المسائل العالقة وإغلاق هذا الملف بشكل نهائي، لكن هذا التعاون قوبل بمواصلة الدول الغربية استهدافها السياسي لسورية من خلال الترويج لآليات غير شرعية، تم تمريرها على نحو مخالف للقانون ولأحكام اتفاقية الحظر مثل “فريق التحقيق وتحديد الهوية”، وتقديم الإدارة الأميركية مشروع قرار تصعيدياً في مجلس الأمن يهدف لتسويق الأكاذيب وفرضها بالضغط والتهديد، وهو الأمر الذي يفضح مجدداً الازدواجية التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع موضوع الأسلحة الكيميائية، ولا سيما أن أمريكا الدولة الوحيدة الطرف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي لا تزال تمتلك مخزونات هائلة من هذه الأسلحة منذ الحرب العالمية الثانية وترفض تدميرها.

وأوضح الجعفري أن سورية وجهت أكثر من 200 رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الحظر ولجنة القرار 1540 واللجان المعنية بمكافحة الإرهاب، وتضمنت هذه الرسائل معلومات دقيقة حول حيازة التنظيمات الإرهابية مواد كيميائية سامة، واستخدامها ضد المدنيين والعسكريين بدعم من حكومات دول معروفة وأجهزة استخباراتها، إضافة إلى أن تلك الحكومات تزوّد التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”جبهة النصرة” بمواد كيميائية سامة لاستخدامها فعلاً أو فبركة استخدام مزعوم لها بالتعاون مع تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي ذراع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، والتقاط صور وفيديوهات واستغلالها لكيل الاتهامات لسورية وتبرير أي عدوان ثلاثي أو فردي تشنه حكومات الدول الغربية المعادية على سورية.

وذكر “الجعفري” بما نقلته سورية للأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول 2012، حول كشف صحيفة “يورت” التركية قيام تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بتصنيع أسلحة كيميائية، وإجراء اختبارات بغازات كيميائية سامة على الأرانب في مختبرات بمدينة “غازي عينتاب”، كما أعلمت سورية الأمم المتحدة برسالة رسمية تتعلق بإرهابي سوري يدعى هيثم القصاب نقل مواد كيميائية من ليبيا إلى تركيا على متن طائرة ركاب مدنية لمصلحة ما تسمى “حركة أحرار الشام” الإرهابية الموجودة الآن في إدلب، وأطلقت السلطات التركية سراحه بتاريخ الحادي والثلاثين من أيار 2013 بعد أن ضبط متلبساً بحيازة ليترين من غاز السارين داخل تركيا مجدداً مطالبة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإعلاء الصوت ضد تسييس الدور التقني الحساس لمنظمة الحظر والعمل على معالجة ما شاب عملها من تسييس وعيوب جسيمة من شأنها تقويض مكانة ومصداقية المنظمة.

شاهد أيضاً

الخارجية الإيرانية: ضرورة التزام الولايات المتحدة بتعهداتها في مجال حقوق الإنسان

شام تايمز – متابعة أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “ناصر كنعاني” على ضرورة أن …