خرجوا من عالم الصمت إلى عالم الحياة ..في مركز يحقق آمال من أضاعت عليهم الحياة فرصة التواصل مع عائلاتهم وإخوتهم وأصدقائهم ..في ذلك المركز الذي يقبع بالقرب من مدارس أبناء الشهداء أول طريق المطار, تجد الأمل الذي قد تكون تبحث عنه وهو بجوارك .
عندما يوجد في العائلة طفل يعاني التوحد أو لديه إعاقة سمعية, فهذا أمر شديد الوطء على الأسرة ولاسيما إذا كنت تعيش في بلد محاصر اقتصادياً ويعاني الإرهاب والأزمات, ووسط ليل حالك السواد, يخبرك أحدهم أن ثمة من يمد يد العون لهذه الأسر يحتضن أطفالهم ويقدم لهم الدعم كأفضل ما يكون من تدريب وعلاج ..إنه عنوان للتعاضد مع الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم (مركز آمال ).
وكم يسعدك أن تعلم أن المركز يسعى بجهود حثيثة إلى تهيئة كوادر تدريبية عالية المستوى عبر إنشاء أقسام في الجامعة ودراسات عليا ودبلومات تأهيل, تدرس علوم الكلام وعلوم برامج التدريب على السمع وغير ذلك , ما يجعل الكوادر المؤهلة قادرة على تقديم التدريب والدعم والإرشاد في كل المحافظات السورية وبالتالي زيادة عدد المستفيدين ليس من الصغار فقط وإنما من كل الشرائح والفئات العمرية.
في مركز «آمال» يدهشك أن من يعانون إعاقة يحملون مواهب وإبداعات يقوم المدربون بصقلها وتشجيع الأطفال على ممارستها بحرفية عالية والمشاركة في نتاجهم في معارض فنية خارجية ومحلية, إضافة إلى تأهيلهم للاندماج في المدارس ومع الأطفال الآخرين.
مشاهد لأطفال يسمعون أول مرة تثلج الصدرو تشعرك بأن الجمال في الحياة لا يزال يملأ العالم رغم كل ما فيه من وجع ولا تملك إلا أن تشارك الأطفال فرحتهم وتهمس في سرك وعلنك شكراً (آمال).

يسرى المصري