حياتنا صارت كما أفلام (الأكشن), في كل ساعة هناك الجديد، هناك المرارة والحزن لما آلت إليه معيشتنا!!
تجولت -كما غيري- بين المحال لألمح ربما بارقة أمل بأن القادم أفضل, ولكن ما يحدث صار وصفه صعباً ولا تكفيه الكلمات!! ولذلك حاولت الاستفسار عن ارتفاعات شهدتها ساعات العصر فاقت أسعار الصباح, ليكون جواب البائع أن كل المواد ارتفعت وليس باليد حيلة, فبادرته بطلب الفواتير, ليؤكد أن عصر الفواتير ولّى وانتهى وأن التسعيرة الجديدة ترد من التجار والموزعين عبر( الواتساب) وتكاد تتغير كل ساعة!!
هكذا أصبح إيقاع حياتنا اليومية بانتظار المجهول, بينما المعلوم لدى مسؤولينا أن الحياة وردية وتكاد تراقصنا طرباً, فمن أين يأتوا بمعلوماتهم ليدلوا علينا بتصريحات بمنزلة الخيال؟ ولعل ما أدلى به وزير التجارة الداخلية يطرح ألف تساؤل, فمن أين علم أن 90% من المراقبين شرفاء لا يرتشون؟! وهل قامت الوزارة باستبيان لآراء الناس؟ أم ربما سألوا كل من يراقب الأسواق هل أنت شريف ومخلص للمواطن أم لا؟!
وأيضاً هل علم الوزير الجديد ومنذ الأيام الأولى أن 5% فقط من التجار من يريد الإثراء على حساب الشعب وما تبقى منهم قلوبهم على المواطن المسكين؟!
ببساطة التصريحات والاستعراض المجاني صارا سلعة منتهية الفعالية, والجولات الفجائية ليست هي الحل, وخاصة أن الكثير منها يعلم بها التجار والباعة قبل مداهمة السوق, لذلك فإن إقناع المستهلكين بأن تلك الجهة تعمل أو تمتهن الكلام فقط يكون عبر النتائج وعلى أرض الواقع, وإلا ما الفائدة من أي تغيير بالأسماء إذا لم يترافق بما يخدم مصلحة الناس ويستر فقرهم الذي تهاوى إلى القاع وليس هناك من حلول؟!!
أما إعادة نغمة الاعتماد على المواطن في مراقبة الأسواق والإبلاغ عن حالات الغش والتجاوزات أيضاً فلم تعد مقبولة, وكأنهم يحمِّلون المواطن مسؤولية كل ما يجري, وكأنه لا يكفيه ما يعانيه من قهر وفقر وحاجة, فإلى متى ستستمر تلك الأسطوانة المشروخة, وما دور كادر المراقبين التموينيين الشرفاء؟! ولو كانوا كذلك فعلاً لكانت أمورنا أفضل!!