(الفوال)… مرض وراثي أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذكور

(الفوال) مرض وراثي يظهر في عمر الطفولة بشكل أكبر ويكون أكثر شيوعا لدى الذكور وهو يرتبط بنقص أحد خمائر الدم عند تناول أطعمة تحوي مواد مؤكسدة كالفول الأخضر والبازلاء الخضراء أو بعض أنواع الأدوية المسببة للأكسدة.

ويوضح رئيس قسم الأطفال بمشفى دمشق الدكتور قصي الزير في تصريح لمندوبة سانا أن مرض الفوال يكون بنسب أعلى لدى سكان منطقة الشرق الأوسط وتصل نسبة حاملي المرض في سورية إلى 5 بالمئة من تعداد السكان حيث تظهر الأعراض بأشكال مختلفة ومتفاوتة لافتا إلى أن عدد مراجعي العيادات والمشافي يزداد في فترة موسم قطاف الفول والبازلاء أي في الفترة الممتدة من آذار حتى حزيران من كل عام.

وحول الأعراض السريرية للمرض يبين الدكتور الزير أنها تظهر بعد تناول مواد مؤكسدة من طعام أو دواء من 18 إلى 24 ساعة نتيجة انخفاض نسبة الخميرة عن عشرة بالمئة عن الحد الطبيعي وتتمثل في ألم بطني وشحوب ونقص في خضاب الدم يؤدي إلى حدوث نوبات انحلالية لكريات الدم الحمراء ليصبح مهددا لحياة المريض في حال انخفض الخضاب إلى أقل من 5 غرامات في (الديسي لتر) وفي هذه الحالة يتم نقل دم متكرر للمريض ووضعه في العناية المشددة لمراقبة علامته الحيوية من نبض وتنفس وشوارد وغازات الدم ولا يتم تخريجه حتى استقرار الحالة.

ويلفت الدكتور الزير إلى أنه في الحالات المتوسطة التي يكون فيها خضاب الدم أعلى من 5 غرامات في (الديسي لتر) يقبل المريض بالمشفى وينقل له دم بشكل متكرر حتى استقرار الحالة وارتفاع الخضاب إلى أكثر من تسعة غرامات في (ديسي لتر) وتوقف نوبات تكسر الكريات الحمراء فيما يتم تقديم علاج داوئي يتضمن الفيتامينات لبعض الحالات الخفيفة مع مراقبة نسبة خضاب الدم كل ست ساعات موضحا أنه في بعض الحالات نجد نسبة خضاب الدم مقبولة ولكن نوبات الانحلال مستمرة ويظهر ذلك لدى الأشخاص المصابين بأمراض أخرى منها أمراض الكلية ويقدم للمريض في هذه الحالة علاج مشابه للحالة الشديدة.

ووفق الدكتور الزير فإن نقص خميرة الدم المسبب للفوال يظهر أحيانا عند تناول الفريز والأرضي شوكي كما يمكن أن يظهر في حالات ارتفاع درجة حرارة الشخص بسبب اصابته ببعض الانتانات ولكن ظهوره يكون بشكل أكبر عند تناول الفول الأخضر لذلك عرف بمرض (الفوال) مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المرضى يصبح لديهم شفاء عفوي ناتج عن تغير نوعية الخميرة لتصبح غير متأثرة بالمواد الطعام او الدواء الذي يحتوي على مواد مؤكسدة.

ويؤكد أن مرض الفوال يكون أكثر شيوعا لدى الأطفال الأمر الذي يتطلب مراقبة طعامهم والابتعاد تماما عن تناول أي نوع من الأطعمة المؤكسدة وإبلاغ الطبيب في حال وصف دواء يحتوي هذه المواد أو إجراء عمل جراحي كون مواد التخدير في العمل الجراحي تؤثر على هؤلاء المرضى.

وينصح الدكتور الزير بإجراء تحاليل لمعرفة نسبة خضاب الدم لدى الأطفال أو الكبار الذين يعانون من مرض الفوال بشكل دوري خاصة في حال وجود قصة عائلية للإصابة بالمرض مشيرا إلى إمكانية حدوث الفوال لدى الرضع من حليب الأم عند تناولها طعاما أو دواء فيه مواد مؤكسدة منها الفول بالدرجة الأولى.

ووصل عدد الأطفال المصابين بالفوال الذين راجعوا قسم الأطفال بمشفى دمشق منذ الأول من نيسان حتى منتصف الشهر الجاري إلى 167 طفلا 89 منهم دون الخمس سنوات من العمر عدد الذكور منهم 127 والإناث 40 وفق الدكتور الزير لافتا إلى أنه تم قبول 24 حالة منهم في قسم العناية المشددة أما باقي الحالات فتم استقبالها في غرف الإقامة المؤقتة بقسم الإسعاف الجديد بالمشفى وقدم لجميع الحالات العلاج المناسب وتم تخريجهم بصحة جيدة لافتا إلى جهود كوادر المشفى في تقديم الإجراءات العلاجية والاستقصائية على مدار الساعة خاصة تأمين أكياس الدم من مختلف الفصائل رغم الظروف الصعبة التي فرضتها إجراءات الحظر الفترة الماضية للتصدي لفيروس كورونا مشيرا إلى أن التجهيزات الحديثة بقسم الإسعاف الجديد الذي افتتح في آذار الماضي أسهمت باستقبال عدد كبير من الأطفال المصابين بالفوال مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي حيث بلغ عدد الأطفال 123 طفلاً.

ايناس سفان

شاهد أيضاً

شركة أمريكية تسحب”مشروبات شهيرة”من الأسواق.. والسبب!

شام تايمز- متابعة  أعلنت شركة “مارتينيلي” الأمريكية عن سحب كميات كبيرة من عصير تفاحها الشهير …